صدم التعديل الوزارى الأخير المصريين كعادة د. أحمد نظيف خلال الفترة الأخيرة، فأصبحت التغييرات ترفع شعار «تمخض الجمل.. فولد فأراً» فكلما اشتاق الناس للتغيير يأتى التعديل الوزارى محبطاً لهم، ففى التعديل قبل الماضى خرج د. محمود أبوزيد وتمت إضافة وزارة جديدة للأسرة والسكان، وفى التعديل الأخير خرج د. يسرى الجمل دون أن يعرف أحد لماذا دخل الوزارة، وتم تعديل إجبارى بوزارة النقل بعد أن فاجأ م. محمد لطفى منصور مصر كلها باستقالته. ويمكن أن نبارك للحكومة الحالية وللدكتور أحمد نظيف وشلته على أنهم سيظلون يكبسون على أنفاس المصريين حتى نهاية الانتخابات الرئاسية فى 2011، وبالتالى فلا يجب أن يعبر أحد عن أمنياته للتغيير، لكن السؤال الذى أصبح يطرح نفسه بقوة مع كل تعديل وزارى لماذا حسام بدراوى؟ بمعنى لماذا يتجاهل كل تعديل حكومى يجريه د. أحمد نظيف اسم د. بدراوى، خاصة أن الأخير يحظى بشعبية ومصداقية لدى جموع النخبة المصرية سواء من ينتمون للحكومة أو المعارضة، كما أن بدراوى يملك خبرة فى أكثر من مجال مثل الصحة، التعليم العالى، الشباب والرياضة، قطاع الأعمال، التعليم.. لكن يبدو أن كل هذه المؤهلات كانت سبباً فى إقصاء بدراوى الذى يتمتع بروح ديمقراطية تميزه عن كثيرين داخل الحزب الوطنى، بل إنه يدفع ثمن آرائه وتصريحاته، ومع ذلك لا يتوانى ولا يتراجع فاستطاع أن يحافظ على صورته الديمقراطية داخل المجتمع، لكن يبدو أن د. نظيف يريد وزراء يتبعون مبدأ السمع والطاعة. حال السياسة والتعليم فى مصر يجعل الناس تتمنى وجود رجل مثل د. حسام بدراوى فى الحكومة، فالرجل يملك رؤية واضحة ومحددة فى مجال التعليم واستطاع أن يجمع خبرات من العالم بعد أن سافر كثيراً على نفقته الخاصة لمشاهدة تجارب حية.. واستطاع أن يجمع كل هذه الخبرات فى أوراق سياسات بالحزب الوطنى، فشلت الحكومة فى تحقيق الكثير منها، ومع ذلك لم تكتشف الحكومة بعد قدرة بدراوى على تنفيذ سياسات فى التعليم تنهض بمصر فى المستقبل، بدلاً من حقل التجارب الذى نعيش فيه حيث يأتى وزير التعليم ويخرج من الحكومة دون أن تنفذ خطة واحدة. قد أعتقد أن د. أحمد نظيف قد قرأ حوار د. فتحى سرور فى «المصرى اليوم» الذى كشف فيه أن خطته لتطوير التعليم لم ينفذ نصفها الثانى على مدى 20 عاماً.. والآن يتحدثون عن الكلام نفسه «سنة إضافية تأهيلية للجامعة بعد الثانوية العامة» أو يكون د. نظيف قد قرأ اقتراح سرور بتطبيق النموذج التركى الذى يعتمد على تشكيل مجلس أعلى للتعليم يكون الوزير عضواً فيه حتى يضمن استقرار سياسات التعليم، لكن د. نظيف يبحث عن مواصفات لوزراء التعليم لا تناسب المستقبل حيث يبدو أن معايير د. نظيف أن يكون وزير التعليم مهندساً ولم يعمل فى مجال التعليم من قبل، ولا يكون اسمه حسام بدراوى!!