ولد البكباشى يوسف صديق أحد الضباط الأحرار

فى مجلة «آخر ساعة» وفى عددها الصادر فى 27 أغسطس 1952 كتب محمد حسنين هيكل يصف يوسف صديق، أحد الضباط الأحرار، بقوله: «العملاق الأسمر ذو العينين الحمراوين، عملاق طويل عريض، لفحته الشمس فى معسكرات الجيش فجعلته أشبه ما يكون بتمثال من البرونز لفارس محارب مدرع من القرون الوسطى دبت فيه الحياة بمعجزة فخرج إلى عالم المغامرات،
وهناك لازمتان تميزانه دائما: شعر منكوش مهوش، وعينان حمراوان من قلة النوم وكثرة ما يبذله من جهد، قدمه لى لأول مرة اللواء محمد نجيب قبل حركة القوات المسلحة ببضعة أيام، وكان نجيب ساخطا على كل ما يحدث وقال لى بين ما قال: لقد فكرت فى أن أستقيل من الجيش وفجأة ظهر العملاق الطويل الذى يشبه تماثيل البرونز السمراء واشترك فى المناقشة وقال لنجيب: يجب ألا تستقيل كلنا نرى أنه يجب أن تبقى معنا»، وكان جزءا مهماً فى عملية القبض على قواد القوات المسلحة من لواءات الجيش القدامى، لقد قام بهذه العملية بمنتهى الثبات والجرأة والسرعة»،
أما يوسف صديق نفسه فيحدثنا فى مذكراته عن دوره التاريخى ليلة الثورة فيقول: «أسرعت بقواتى نحو مبنى القيادة ففوجئت بنيرانه توجه إلينا، ولما ردت قواتنا على نيران الحرس وكان عددنا يفوق عددهم بدأوا يتراجعون وقد نفدت ذخيرتهم، وأصدرت أمرى لهم بأن يلقوا سلاحهم ويتراجعوا ففعلوا، وتقدمت نحو المبنى ولم يبق أمامى سوى الصعود إلى الطابق العلوى لمهاجمة اجتماع اللواء أركان حرب حسين فريد وقادة الوحدات، فقد كان الاجتماع منعقدا بهدف إجهاض حركة الضباط بعدما علموا بتحركها»،
أما عن سيرة يوسف صديق فتقول إنه استقال بعد ذلك فى فبراير 1953 فيما كان يتلقى العلاج فى سويسرا اعتراضا على عدم عودة الحياة النيابية، وليوسف صديق قصائد كثيرة فهو شاعر مجيد وقد جمع أبناؤه وزوجته مذكراته وقصائده وأصدرها لهم المؤرخ عبدالعظيم رمضان فى هيئة الكتاب.
بقى أن نقول إنه ولد فى مثل هذا اليوم (3 يناير 1910) فى إحدى قرى الصعيد، وتخرج فى الكلية الحربية عام 1933 متخصصا فى التاريخ العسكرى، وحصل على شهادة أركان حرب عام 1945 إلى أن توفى فى 31 مارس 1975.