يعلن اليوم الدكتور أحمد نظيف، رئيس مجلس الوزراء، خلال زيارته للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، عن عدة خطوات للتعاون الاقتصادى مع هذا البلد تمثل نواة توطيد العلاقات السياسية مع دول حوض النيل بعد التكليف الرئاسى بالتوجه نحو الجنوب. وكشفت حلقة نقاشية أعدتها «المصرى اليوم» فى أديس أبابا أمس، وضمت عدداً من أعضاء جمعية رجال الأعمال المصريين، عن تأسيس الحكومة صندوقاً استثمارياً، يمثل الخطوة الأولى لتأسيس عدة صناديق تستهدف الدخول بكثافة فى مشروعات استثمارية فى دول الحوض. وأوضح الدكتور محمد شاكر، رئيس المجلس التصديرى للتشييد، خلال الحلقة النقاشية، أن رئيس الوزراء كشف عن تأسيس صندوق برأسمال مصدر 1.3 مليار دولار تم سداد 150 مليون دولار منه ليمثل رأس المال المدفوع بمساهمة بنوك منها الأهلى المصرى، وبنك القاهرة وبنك تنمية الصادرات، وذلك للمساهمة فى مشروعات استثمارية فى قطاعات توليد الطاقة الكهربائية فى إثيوبيا بالمساهمة مع الحكومة فى هذا البلد. وأضاف شاكر أن هذا الصندوق يستهدف مشروعات أخرى فى السودان، ثم باقى دول حوض النيل، فضلاً عن مشروعات أخرى فى الزراعة. وأشار إلى أن هذا الصندوق لن يدخل لتمويل محطات الكهرباء بل سيقوم بالمساهمة فى إقامتها، لافتا إلى أن هناك مقترحا لتوليد الكهرباء من مساقط المياه، خاصة أن إنتاجها لا يمثل 1 إلى 30 من إنتاج مصر فى حين تمتلك إثيوبيا موارد لتوليد الكهرباء يمكن بيع جزء منها، خاصة أن لديها نية لزيادة الإنتاج 5 آلاف ميجا خلال السنوات الأربع المقبلة، وهو ما يتم التفاوض عليه مع شركات إيطالية. ووصفت الدكتور فايزة أبوالنجا، وزيرة التعاون الدولى - التى أكد المستثمرون المصريون فى إثيوبيا أنها شعلة نشاط تدعمهم - مشروعات الصندوق الجديد بأنها مشروعات «المثلث الذهبى» فى إشارة إلى مصر والسودان وإثيوبيا. وشهد أمس توافد عدد كبير من ممثلى الشركات المصرية العامة والخاصة إلى إثيوبيا، فضلاً عن مسؤولين حكوميين، على أن يتبعهم فجر اليوم وفد وزارى برئاسة الدكتور أحمد نظيف، كما هو مقرر. وأكد أيمن عيسى، أحد كبار المستثمرين المصريين فى إثيوبيا، أن حجم استثماراته فى هذا البلد بلغ 120 مليون دولار، بعد أن بدأها بنحو 40 مليوناً فى عام 2004 فى قطاع تصنيع مواسير الرى، التى تخدم مشروعات الزراعة فى إثيوبيا. وأوضح أن إثيوبيا تعد بلداً بكراً، وتحتاج إلى الكثير من الاستثمارات، مشيراً إلى أن التواجد الاستثمارى المصرى مازال ضعيفاً، فى الوقت الذى تشهد فيه إثيوبيا نماذج مصرية ناجحة بدعم من الوزيرة فايزة أبوالنجا، خاصة أن هناك مشروعات جديدة بعد أن دخلت شركة السويدى وأقامت استثمارات بإجمالى 50 مليون دولار. وأكد أن من بين المعوقات فى إثيوبيا البيروقراطية، وهو ما تشهده الأسواق الأخرى، مشيراً إلى أنه لكل سوق سلبياتها وإيجابياتها. ومن جانبه، نفى المهندس أحمد منير، مستثمر مصرى بإثيوبيا، توغل الاستثمارات الإسرائيلية بشكل قوى داخل إثيوبيا. وقال منير، الذى يبلغ حجم استثماراته فى إثيوبيا 4 ملايين دولار فى قطاع الأعلاف، إن حجم استثمارات إسرائيل فى هذا البلد لا يتعدى 40 مليون دولار، فى حين يتخطى حجم استثمارات شركة مصرية واحدة فى إثيوبيا هذا الرقم. وكشف منير عن وجود مشروع جديد سيقوم به رجل أعمال مصرى ويعمل فى تصنيع الألومنيوم، وهو ما يشهد فرصة كبيرة فى النمو، فضلاً عن وجود فرص فى السياحة. فى سياق متصل، قال أمين أباظة، وزير الزراعة، فى تصريحات ل«المصرى اليوم» إن الوفد المصرى المتجه إلى أديس أبابا يضم 27 شركة زراعية لدراسة ملفات المنتجات الزراعية، التى يمكن الاستثمار فيها لصالح التعاون المشترك بين البلدين. يأتى ذلك فى الوقت الذى بدأ فيه نحو 23 مستثمراً مصرياً وبنكياً مصر والأهلى وشركة المقاولون العرب إجراءات تأسيس شركة رأسمالها 20 مليون جنيه لاكتشاف فرص الاستثمار فى حوض النيل، تجمع دول «الكوميسا».