الصورة الآن تبدو أكثر وضوحاً، بعد أن أعلن صفوت الشريف، أمين عام الحزب الوطنى، صباح أمس، على الصفحة الأولى من «الأهرام»، أن الرئيس مبارك هو مرشح الحزب، فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، وأعلن جمال مبارك أنه لا تعديلات دستورية على أجندة الحزب قبل الانتخابات المقبلة، سواء كانت رئاسية، أو برلمانية، ثم اكتملت ملامح الصورة، حين خرج بيان عن الجمعية العمومية للاتحاد العام لنقابات العمال، يقول إن 22 مليون عامل يبايعون الرئيس لفترة رئاسية سادسة! صباح أمس أيضاً، كان جمال مبارك يؤكد أن انتخابات الرئاسة لم يأت وقتها بعد، وأن الحزب مشغول حالياً بانتخابات مجلس الشعب، لأنها الأقرب، ولأن بينها حين تجرى آخر عام 2010 وبين انتخابات الرئاسة، بعدها فى 2011 مسافة زمنية، تمتد إلى عام كامل تقريباً! ولكننا نصدِّق صفوت الشريف، لأنه أولاً أمين عام الحزب، ولأنه ثانياً قال عبارته عن أن الرئيس هو مرشح الحزب، فى أى انتخابات رئاسية مقبلة، بحسم، ووضوح، ودون مواربة! وإذا كان حسين مجاور، رئيس اتحاد العمال، يضمن منذ الآن، 22 مليون ناخب إلى جوار الرئيس، فالمسألة محسومة تماماً، والنتيجة فى جيب الرئيس، ولا داعى تقريباً لإجراء انتخابات! ولكن.. بما أنه لابد من انتخابات، وبما أنه لابد من منافسين أمام الرئيس، فأغلب الظن أن الحكاية محتاجة بعض الحكمة فى إخراجها، حتى يكون شكلها مقبولاً أمام الناس!.. وحتى لا يكون منافس الرئيس فى الانتخابات، هو الصباحى الابن، بدلاً من الصباحى الأب، يرحمه الله، الذى نافس الرئيس فى انتخابات 2005، وكانت مفارقة من النوع المدهش، حين أعلن الحاج الصباحى وقتها، أنه سوف يعطى صوته للرئيس! ولابد أن قادة الحزب يعرفون أن المعركة لن تكون حقيقية، إلا إذا كان هناك منافسون لهم وزن، أمام الرئيس، وأن النادى الأهلى لو قرر أن يلاعب فريق مدرسة قصر الدوبارة مثلاً فإن المباراة لن تكون لها أى قيمة، ولن يتحمس أحد لمشاهدتها، ولن يذهب أحد ليراها، حتى ولو كان الدخول إلى الملعب مجاناً، لأنها، والحال هكذا، لن يكون فيها أى تشويق، ولا أى إثارة، ولا أى منافسة متكافئة من أى نوع، ولأنها معروفة النتيجة قبل أن تبدأ! ونحن لا نريد مباراة سياسية من هذه النوعية، ولا نريد للحزب الوطنى أن يتسول مرشحين منافسين، من نوع معين، كما حدث من جانبه، مع بعض الذين خاضوا انتخابات 2005 أمام الرئيس! نريد مباراة سياسية لها طعم ومذاق، وفيها سخونة، إذا كان الحزب قد حدد مرشحه، منذ الآن، بعد أن ظل طويلاً يقول إن الموضوع سابق لأوانه! الرئيس فى حاجة إلى مرشح قوى أمامه، علشان الصورة تطلع حلوة!