لحماية أطفالنا من تشوهات الأعضاء التناسلية المعروفة باسم «الإنترسكس»، تشرح الدكتورة إيزيس غالى، أستاذ طب الأطفال والغدد الصماء بقصر العينى، الأسباب الرئيسية لهذا المرض. وتوضح أن الأسباب تأتى فى مقدمتها زواج الأقارب الذى تعتبره «كارثة وطنية»، وتطالب بمنع مثل هذا الزواج كما هو الحال فى الغرب. وتضيف: يعد اختلال الغدة الكظرية من أهم أسباب التى تجعلنا لا نستطيع تحديد جنس المولود بدقة، وتفرز تلك الغدة التى تتواجد فوق «الكليتين» كميات هائلة من هرمونات الذكورة فى حالة الأنثى، فتجعل مظهرها الخارجى يبدو كما لو أنها ذكر فتنشأ وتتربى باعتبارها ولداً، ولا ينكشف الأمر إلا وقت البلوغ حين يكتشف الأطباء من خلال الموجات الصوتية وجود رحم. وأمام رفض الأهل- كما تضيف- إجراء عمليات تصحيح الجنس خوفا من نظرة المجتمع، يضطر الأطباء إلى إزالة الرحم من تلك الفتيات لمجرد أنهن تربين على اعتبار أنهن ذكور. وفى حالة الذكور، الأمر يبدو أكثر خطورة، وتتابع: يتسبب إفراز بعض الهرمونات فى اختلال نسب الصوديوم، مما يؤدى إلى الوفاة. وتشير إلى إمكانية تجنب العديد من المشكلات من خلال الكشف المبكر عن اختلال الغدة الكظرية من خلال تحليل دم بسيط عند الولادة يحدد إذا ما كان الطفل يعانى من اختلال فى هذه الغدة أم لا، بالإضافة إلى حرص الأطباء على الكشف على الأعضاء التناسلية للطفل جيدا عند الولادة، وتجنب زواج الأقارب. «مصر من أكثر الدول إصابة بهذا المرض» كما توضح الدكتورة إيزيس، وتضيف: لدينا كل الإمكانيات للكشف المبكر عن هذه الحالات، وتدارك المرض قبل مرور عامين على عمر الطفل، لأن الكشف المتأخر عن هذه الحالات يمثل كارثة لهذا الطفل الذى يضطر فى عمر البلوغ لإجراء جراحة لتصحيح الجنس. ولفتت إلى أن إحدى اللجان فى مستشفى أبوالريش تشخص هذه الحالات، وتتخذ القرار بإجراء عملية تصحيح الجنس، وغيرها من بعض القرارات المتعلقة بتغيير اسم الطفل وشهادة ميلاده والمدرسة. وكشفت الدكتورة إيزيس أن هناك عائلات بالكامل تعانى من هذا المرض، الذى يتسبب فى خلل بمستقبلات الهرمونات، الأمر الذى يؤدى إلى التعامل مع الطفل باعتباره أنثى رغم أنه ذكر. ويمر العلاج بعدة مراحل عدة، حيث يتم تحليل الكروموسومات الوراثية لتحديد نوع الجنس وتحديد الهرمونات والكشف عن الأعضاء التناسلية الداخلية من خلال الأشعة فوق الصوتية، ففى بعض الحالات تتواجد خصية معلقة فى الداخل رغم أن الأعضاء التناسلية الخارجية لأنثى، أو يعانى المريض من خلل فى الهرمونات أو وجود مبيض وخصية فى نفس الوقت. ومن أصعب المواقف التى قابلتها الدكتورة ايزيس، حين لجأت إليها جدة ترغب فى علاج حفيدها الذى يرتدى ملابس أنثوية ويدعى أنه أنثى، وبالكشف تبين أنه أنثى بالفعل إلا أن الأهل لم يتقبلوا ذلك، وتخلصت الجدة من حفيدها بالقتل. أسباب المرض: - اختلال فى هرمونات الغدة الكظرية. - وجود خصية ومبيض معا. - الخصية تفرز هرموناً لكن مع وجود خلل فى مستقبلات الهرمون. - اختلال فى تكوين هرمون الذكورة «التسترون». طرق الوقاية: - تجنب زواج الأقارب. - الكشف المبكر عن اختلال الغدة الكظرية. - الكشف على الأعضاء التناسلية للمواليد.