جدد الرئيس الفلسطينى محمود عباس «أبومازن»، عدم معارضته للإنشاءات التى تقيمها السلطات المصرية على حدودها الشرقية، مؤكدا أن مصر لها الحق فى تأمين حدودها وإغلاق الأنفاق التى تستخدم فى التجارة غير المشروعة، المتمثلة فى تجارة المخدرات والخمور والسيارات وعبور الأفراد، مشددا على أن ما تقوم به ليس حصارا لغزة كما يردد البعض. وقال أبومازن خلال لقائه أمس الأول بمقر إقامته فى القاهرة بنقيب الصحفيين ورؤساء تحرير الصحف وعدد من الكُتاب والإعلاميين المصريين إن قوافل المساعدات تدخل غزة سواء عن طريق الأردن أو مصر، مشيرا إلى أن التجارة مستمرة مع إسرائيل دون انقطاع. وحول الجهود التى قامت بها مصر لإنهاء الانقسام الفلسطينى، نوّه محمود عباس بأن مصر قامت بجهود كبيرة، قائلا: منذ قيام «حماس» ورئيس الوزراء الذى عيناه فى حينه (إسماعيل هنية) بانقلاب على السلطة عام 2007، تبذل القاهرة مساعى جادة للمصالحة واستضافت الفصائل الفلسطينية فى جلسات على مدى عامين، وأجملت مصر ما تم التوافق عليه فى وثيقة عرضت فى بداية شهر أكتوبر 2009 على خالد مشعل (رئيس المكتب السياسى لحركة حماس) ومحمود الزهار (عضو المكتب السياسى للحركة) ووافقا عليها. وأضاف أن حركة فتح «وقّعت على الوثيقة رغم الضغوط التى مورست علينا، وقيل لنا إذا وقعتم عليها فأنتم ستفرضون على أنفسكم حصارا كما فرض عليكم بعد اتفاق مكة، أى أن أمريكا ستفرض عليكم حصارا كالذى فرض بعد اتفاق مكة»، موضحا: «كنا أمام أمرين، إما القبول بهذا التهديد، وإما أن نوقع الوثيقة، وفضلنا الوحدة الوطنية ومصلحة شعبنا ووقعنا ونحن نعرف ماذا ينتظرنا، فنحن لسنا (عناترة)». واستطرد: لكن فى النهاية هنالك موازنة بين الوحدة الوطنية ووحدة الشعب، وبين ما يمكن أن يفرض علينا، ففضلنا التوقيع، وعند ذلك فوجئنا بأن «حماس» رفضت التوقيع، وتتهرب من المصالحة. وردا على سؤال إن كانت تحفظات «حماس» على الورقة المصرية للمصالحة جوهرية أم لا، قال الرئيس الفلسطينى: «تحفظاتهم لا قيمة لها، والقضية ليست فى النصوص بقدر ما هى فى النفوس، فأنا أعرف أنهم يتهربون لأنهم لا يريدون الوصول إلى إجراء الانتخابات». وأعلن أبومازن أنه سيفكر جديا فى القيام بزيارة إلى قطاع غزة، إذا حذت حركة «حماس» حذو «فتح»، وقامت بالتوقيع على وثيقة الوفاق والمصالحة الفلسطينية التى أعدتها مصر، خاصة فى ظل توافقات التنظيمات والفصائل عليها بعد عدة جولات استضافتها القاهرة العام الماضى. وقال ردا على سؤال حول إمكانيات زيارته لغزة حاليا: «لو حصل توقيع على ورقة المصالحة من قبل حماس، سيكون هنالك وضع أفضل ومريح، ويمكن عند ذلك التفكير بهذا الأمر جديا، أما الذهاب الآن إلى هناك فقد يعتبر استفزازا، وربما قد يؤدى إلى ما لا يحمد عقباه». وحول ذهاب الدكتور نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إلى قطاع غزة وعلاقته بالمصالحة، قال أبومازن: إن ذهاب الدكتور شعث وغيره من قيادات الحركة الذين خرجوا بعد «انقلاب حماس» ليس اجتهادا شخصيا، بل بقرار من حركة فتح والأمر ليس له صلة بالمصالحة، فالمصالحة فى القاهرة، وزيارة شعث لغزة تحت هذا العنوان فقط. واستطرد: «لكن ذهابه (شعث) إلى بيت إسماعيل هنية والجلوس معه، تجاوز.. غير موافقين عليه». وردا على سؤال عما إذا كانت هناك دول تعطل المصالحة خاصة إيران وسوريا، قال الرئيس الفلسطينى: سوريا لا تعارض المصالحة، بينما إيران ضدها للأسف. وحول الأفكار التى طرحها نتنياهو على الرئيس مبارك خلال زيارته الأخيرة إلى مصر، قال أبومازن إن الأفكار التى جاء بها نتنياهو إلى مصر لم تكن واضحة، وتبين للأشقاء المصريين أن ما قاله غامض، وانتهى الأمر. وردا على سؤال عن وجود ضغوط على الطرف الفلسطينى للقبول بإدخال تعديلات على خطة خارطة الطريق، قال: «لا توجد ضغوط فى ذلك، وتعديل هذه الخطة ليس بالأمر السهل، لأن ذلك يتطلب قرارا من مجلس الأمن الدولى». وبشأن توقف التفاوض حول مبادلة أسرى فلسطينيين بالجندى جلعاد شاليط، أوضح الرئيس الفلسطينى أنه كان يتمنى أن تتم هذه الصفقة لأنها كانت ستؤدى إلى إطلاق سراح ألف أسير فلسطينى، لكن المفاوضات توقفت بسب الخلاف حول بعض الأسماء، وإبعاد عدد من الأسرى خارج أراضى السلطة، معربا عن أمله فى أن تنجز الصفقة دون تأخير. وحول تقرير جولدستون، قال الرئيس عباس إنه تعرض لحملة «ظالمة»، هو وعائلته، بسبب تأجيل التقرير الذى تم بموافقة جميع الأطراف العربية والإسلامية والأفريقية وعدم الانحياز، وأعلنه سفير باكستان باسم كل هذه المجموعات، وليس بطلب منا، نظرا لعدم وجود توافق مع الجانب الأمريكى، وعدم وجود عدد من الأصوات الكافية لتمرير التقرير فى مجلس حقوق الإنسان، لكن للأسف تهربوا، ولم يدافع عنا أحد، ورغم ذلك أعدنا التقرير وذهب إلى الأممالمتحدة ونتابعه وتوقفت كل الأصوات التى كانت تهاجمنا. وقال: «إننى صممت على إعادة طرح التقرير بسرعة بعد ما قالته إسرائيل، وأتحدى الإسرائيليين، فإذا كان لديهم شىء ضدى فل يعلنوه بعد أن أعدت طرح التقرير، ومر إلى الأممالمتحدة وصممنا على ذلك لأننا نريد معاقبة مقترفى الجرائم بحق شعبنا، وإظهار أسباب ارتكاب هذه الجرائم، وإذا كان لدى إسرائيل دليل على تواطوئنا فى العدوان على غزة فلماذا لم يظهروه؟!!.. وهل يعقل ذلك؟ هل سأقوم بعمل يسىء إلى تاريخى وسمعتى؟!». وأضاف: «إن حركة حماس استغلت تأجيل التقرير بشكل غير منطقى للتهرب من المصالحة. وردا على سؤال حول رفض العمل الفلسطينى المسلح ضد إسرائيل حاليا، قال أبومازن: «نحن مؤمنون بالمفاوضات كطريق للوصول إلى السلام، وكى أكون أكثر وضوحا لا يوجد أحد يقاوم الآن فى فلسطين، بمعنى أن حماس التى تدعى المقاومة تقمع مطلقى الصواريخ، وأنا لست ضد منع إطلاقها، ومن الواضح أنهم أدركوا الثمن الباهض نتيجة رفضهم تمديد التهدئة، ولو مددت فى حينه لجنبنا شعبنا ما حدث من مآسٍ، كما أن الممانعة غير موجودة بالعالم العربى. وأضاف أن الكفاح المسلح «جربناه فى الضفة وغزة، والانتفاضة الثانية، وما تخللها من عمل مسلح دمر حياتنا بالكامل، وحتى أكون صريحا، أنا مع الكفاح المسلح إن كان باتفاق عربى».