كانت مفاجأة للفريقين.. فريق برلمانى أدهشه أن يفتتح أحد وزرائنا الجدد أول كلام له تحت القبة بحديث عن الرياضة.. وفريق رياضى أربكه إلى حد التجاهل كلام وزير مهم.. بدا أنه مهتم بالرياضة إلى هذا الحد.. ف قد وقف علاء فهمى، وزير النقل - بصفة مؤقتة حتى أول حادثة قطار ليجرى بعدها تغييره من أجل أن تبقى السكك الحديدية على حالها - تحت قبة البرلمان ليتكلم لأول مرة أمام أعضائه.. وعلى الرغم من أن المناسبة كانت تخص تطوير الموانئ المصرية إلا أن علاء فهمى اختار أن يبدأ حديثه بتهنئة الجميع بالفوز بكأس الأمم، مؤكداً أن هذا الانتصار الكروى دليل على التقدم.. ولم ينس علاء فهمى التأكيد على أنه فى الماضى كان لاعب كرة.. وقد فكرت فى البداية أن أكتب وأشكر وزير النقل على هذا الاهتمام بالرياضة.. وأحببت أن أشيد بعلاء فهمى خاصة وأنه صديق شخصى عزيز وقديم ورائع.. وفكرت أنه قد يكون من حقى بعد الكتابة والإشادة أن أذهب للوزير وأنال تأشيرته وموافقته على تعيين اثنين أو ثلاثة فى أى من هيئات وزارة النقل وشركاتها.. إلا أننى لم أشأ أيا من ذلك.. وفضلت التوقف عند اهتمام وزير النقل بالرياضة، ربما لأننى أعرف عن قرب أنه اهتمام حقيقى وغير مصطنع بعكس وزراء آخرين وقعوا فجأة فى غرام الكرة والمنتخب أسوة بالرئيس وجمال مبارك فقط دون أى اهتمام حقيقى لا بالناس ولا باللعبة نفسها.. ولأن الوزير هو فى نفس الوقت رئيس لنادى المعادى.. وإذا كان وزراء كثيرون أحبوا أن تتسع دائرة مباهج الوزارة فيضيفون إليها رئاسة أى ناد رياضى.. فإن علاء فهمى هو أول وزير فى تاريخ مصر يتسلم المنصب وهو رئيس لناد.. وكل ذلك يدعونى لأن أطالب الوزير باهتمام حقيقى بالرياضة ليس كمواطن أو كرئيس لنادى المعادى.. وإنما كوزير للنقل.. فهناك أندية كثيرة فقيرة فى الصعيد والدلتا تلتهم مصاريف الانتقال أكثر من نصف مواردها.. فلماذا لا يقرر وزير النقل إعفاء هذه الأندية الفقيرة والسماح لفرقها ولاعبيها بالتنقل فى القطارات لتصل إلى مسابقاتها أو تلقى حتفها.. هل يتخيل علاء فهمى كيف يمكن أن يسمح هذا الإعفاء أو التخفيض الحقيقى فى تكاليف الانتقال بمزيد من الرواج الرياضى فى الصعيد ومدن الشمال.. وإذا كان الوزير قبل أن يصبح وزيراً قد وضع تصوراً للنهوض بنادى المعادى وكنا معا شركاء فى وضع تصور لمستقبل الأندية الشعبية فى مصر.. فهل من الممكن الالتفات لنادى السكة الحديد.. أحد أقدم الأندية فى مصر وأعرقها.. فالأعضاء فى نادى السكة ليسوا أقل فى الحقوق من أعضاء المعادى.. ومن حقهم أن يكون لهم نادياً يليق بهم.. وباختصار.. أتمنى أن يقدم علاء فهمى نموذجاً مشرقاً ورصيناً للاهتمام الحكومى بالرياضة.. اهتمام ليس فيه صخب أجوف وترويج زاعق لوزير عاشق للأضواء.. وبالتالى يكون الناس البسطاء هم الرابحون الحقيقيون من هذا الاهتمام وليسوا ضحايا له.. يدفعون ثمنه ولا ينتفعون منه أو يستمتعون به.. وأنا واثق أن علاء فهمى قادر على ذلك. [email protected]