لم تشفع تحليلات المراقبين للشأن الفلسطينى حول إمكانية اندلاع حرب إسرائيلية وشيكة على قطاع غزة، من عدمها، فى طمأنة الغزيين، الذين بات الاستعداد لحرب محتملة جزءا لا يتجزأ من حياتهم اليومية، إذ يسود الخوف والترقب، خشية إقدام إسرائيل على عدوان واسع. لم يخف إبراهيم السميرى (46 عاما) خشيته من عدوان جديد على غزة، خصوصاً أنه يسكن على بعد مئات الأمتار من حدود القطاع مع إسرائيل. وقال «هكذا كانت الظروف قبل عام إبان شن الحرب الأخيرة، من توغلات محدودة وقصف جوى مركز وتهديد متواصل من قبل الاحتلال باستهداف القطاع». لكن مخاوف الحرب تؤرق ناجى أبوطعيمة (45 عاماً) أكثر من غيره، خصوصاً أنه يسكن فى ما تبقى من منزله المدمر على الحدود مع إسرائيل، ويخشى من استكمال قوات الاحتلال هدم بقية المنزل دون أن يجد مكانا يؤوى عائلته المكونة من 7 أفراد. وقال أبوطعيمة «كلما تحركت الدبابات الإسرائيلية أشعر أن تشريد عائلتى قد يبدأ فى أى لحظة، لتبدأ رحلة معاناتى التى لا تنتهى كبقية المشردين. ويعتبر طاهر النجار (52 عاماً) أن الحديث عن الحرب يدفعه إلى البحث عن بدائل أخرى لحماية عائلته المكونة من 13 فرداً، ولكن دون جدوى، ويتساءل: «ما الذى يمكن فعله إزاء القوة العسكرية للاحتلال التى لا ترحم أحداً؟» . وتأتى تلك المخاوف رغم استبعاد مراقبين لإمكانية اندلاع حرب وشيكة، إذ اعتبر المحلل السياسى إسماعيل مهرة، فى حديثه ل«المصرى اليوم»، أنه لا يمكن الحديث عن حرب قريبة، فى ضوء التهدئة الحالية غير المعلنة، التى هى «مصلحة داخلية لإسرائيل وحماس.. المعنيتين بعدم إيصال الأمور إلى حافة الهاوية فى المرحلة الحالية على الأقل»، موضحا أن الغارات المتقطعة ليست إلا «جس نبض للفصائل للتعرف على طبيعة ردودها العسكرية»، لتحديد مدى ما وصلت إليه من بناء قدرات خلال فترة الهدنة.