ذهل كبير الوزراء ووزير الجباية ما إن سمعا أن عفركوش يفكر فى تحديد مطلبه بنفسه، فذهبا إلى جانب فى الغرفة وأخذا يتهامسان: - يا وزير، قلتلك ستين مرة ده مش من التمانين مليون مش هتعرف تلبسه البردعة! ثم توجه الكبير إلى عفركوش وسأله بأدب: اتفضل يا أخ عفركوش، طلبك ايه؟ عفركوش بثقة: «أنا عايز حمادة يمسك مصر».. وهنا ذهل الكبير: «حمادة مين؟!». عفركوش بفخر: «حمادة ابن عفركوش، فلذة كبدى!».. الكبير بذهول متزايد: «يمسك مين ؟!». عفركوش بثقة: «يمسك مصر».. وهنا تدخل الوزير مذهولا هو الآخر: «يمسكها منين؟!». رفع عفركوش سبابته محذرا بانفعال: «من فضلك لو سمحت! أنا ابنى عفريت محترم!».. وهنا سقط الكبير مغشيا عليه وركع الوزير بجواره وأخذ يهوى على وجهه بالكلينكس وهو يقول لعفركوش بغيظ: «هى يعنى كانت ناقصة سى حمادة بتاعك؟ مصر إيه اللى انت عايزه يمسكها؟!».. عفركوش متعجبا: «هى يعنى حلال على اللى من السويد واللى من أمريكا وجت علينا احنا وبقيت كخ؟!».. بدأ الكبير يفيق من اغماءته وأخذ يستند على الوزير ليجلسه على الكنبة.. ونظر الكبير بإرهاق إلى عفركوش وبدأ يتحدث بصعوبة: «يا أستاذ عفركوش، إنت فاكر إن رئاسة البلد دى حاجة سهلة؟ دى محتاجة خبرة وسنين طويلة.. هو المحروس عنده كام سنة؟».. عفركوش: «فى مارس الجاى هيتم أربعتلاف سنة». صعق الكبير وتبادل النظرات مع الوزير الذى سأل عفركوش باستفزاز: «ولما هو كبير كده ما شاء الله، ما اشتغلش رئيس ليه طول المدة دى؟».. فنظر اليه عفركوش وأجابه بتلقائية: «أصله ما عداش على مصر !».. فأجابه الوزير بانفعال: «ويعنى هى حبكت يعدى دلوقت!».. وتدخل الكبير بهدوء: «يا أستاذ عفركوش.. الرئاسة دى بتبقى نهاية صعود سلم طويل واسم النبى حارسه حمادة لازم الأول يطلع السلم من أوله». عفركوش ببراءة: «السلم نايلو فى نايلو؟».. فأجاب الوزير: «اسم الله عليك.. لازم الأول نطلعه السلم نايلو فى نايلو وبعد كده يبقى يمسك مصر». ينظر الكبير إلى عفركوش ويقول بيأس: «طيب يا أستاذ عفركوش ياريت بس حضرتك تحضر لنا دلوقت الأربعة وعشرين مليار جنيه اللى اتفقنا عليهم.. ويبقى حمادة يطلع السلم على مهله».. وهنا لاحت فكرة فى ذهن الوزير المكير فاقترب من عفركوش مبتسما وقال بكل ود: «شوف يا أخ عفركوش، لو المشكلة انك تجد وظيفة للمحروس حمادة، أنا عندى الحل.. أنا من يومين قدمت للمجلس مشروع قانون ضريبة جديدة اسمها «ضريبة افتراء».. وأكيد بعد موافقة المجلس عليها سأحتاج لمساعد ابن جنية يسلك مع الشعب.. أصلهم تمانين مليون «لبط»، وعلى قد ما دخلهم بينقص لسانهم بيطول!.. قلت إيه، موافق إن حمادة يشتغل معايا؟ نستكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله.
