همَّ بيطلعوا إمتى؟ «2»

يذهب كبير الوزراء ووزير الجباية إلى جانب من الغرفة ليتناقشا فى المقابل الذى سيعرضانه على عفركوش.
الكبير: إيه رأيك يا وزير؟ نعرض عليه فيلا فى الساحل الشمالى ولاّ فى القطامية؟
- يا كبير.. ماتبقاش طيب كده.. سيبنى عليه.. أنا هاخلّصك من الموضوع ده.
يعود الوزير لعفركوش ويقول له بثقة: إيه رأيك تاخد بيتزا حجم وسط بأطراف محشوة جبنة؟
يبدو على عفركوش الغضب وينفخ دخانا كثيفا ويصيح: ليه يا حبيبى! إنت شايفنى من التمانين مليون؟! عايزين تضحكوا عليا بقرص بيتزا وكمان مش حجم عائلى ولا كومبو!
يستدرك الوزير: معاك حق.. معاك حق.. أنا آسف.. طب إيه رأيك نخلى الأطراف محشوة سوسيس، ونخليهالك حجم عائلى مع قطعتين خبز بالجارليك؟.. هنا ينفعل عفركوش ويصيح: «بقى أنا عفركوش على سن ورمح تسكتونى ببيتزا!.. دا أنا كنت نجم الأفيشات فى سينما ميامى وريالتو وعماد أديب! وآخرتها تعملوا فيا كده؟!».
الكبير يجرى على عفركوش محاولا تهدئة الجو: «طيب اهدا بس، إحنا مش قصدنا الإهانة لا سمح الله.. طب إيه رأيك فى فيلا فى الساحل الشمالى أو أرض فى القطامية؟».
يميل عليه الوزير معاتبا: «يا كبير ما تخضعش بسرعة كده! أنا كنت هاعرف أضغط عليه».
الكبير معاتبا بهمس: «إزاى بقى؟ ماهو قالهالك إنه مش من التمانين مليون، والنبى تسكت بقى ما تعكش مع ده كمان».
يصيح عفركوش متنمرا: «عايزنى آخد الفيلا من هنا واللى جنبك ياخد تمنها ضرايب من هنا ؟»، وينظر لوزير الجباية الذى ينظر إلى السقف وهو يصفر كأن الأمر لا يعنيه.. يجلس الكبير على الكرسى المذهب ويدعو عفركوش للجلوس ويفتح علبة سيجار كوهيبا ويعزم على عفركوش قائلا: «خلاص يبقى خلينا فى أرض القطامية»..
يمسك عفركوش السيجار ثم ينظر إلى الكبير متعجبا: «طيب هاخد الأرض إزاى إذا كان اللى بيوزعها ببلاش اتفضح وبقى ماشى بجلاجل؟ ده حتى الأسبوع اللى فات كان مش لاقى حجز طيران على لندن فبعتلى فاكس أنقله على لندن فى الحال، فحجزت له على جهنم إيرلاينز.. وفى خلال يومين بالكتير هيبقى فص ملح وداب.. وبعدين إحنا بنتكلم فى أربعة وعشرين مليار، اعرضوا حاجة أقيم من كده!»..
تسود لحظة صمت ثم يقول الكبير بهدوء: «طب إيه رأيك تاخد توكيل شركة بيع حديد وآثار وتسميها عفركوش ابن بتركوش للحديد والآثار ودم الشعب، كو ليمتد؟».. يتوقف عفركوش عن النفخ فى السيجار ويسأل متعجبا: «طب وأنا مالى ومال الآثار؟».. يميل عليه الوزير هامسا: «يعنى هو كان مين ماله؟ دى سبوبة يا عبيط والبحر يحب الزيادة.. إنت تجيب حتة الحديد كده وجنبها حتة الأثر كده وتحشرهم فى صندوق والله يربح يا سيدى.. ولو بعدين حبيت تبيع الهرم نفسه فى يوم من الأيام، إحنا عنينا ليك وكله عندنا بالقانون بس إنت تؤمر».. يسرح عفركوش قليلا ثم يقول: «شكلكم كده مش هيطلع منكم أبيض ولا اسود، يظهر إن لازم أنا اللى أحدد لكم تقدمولى إيه مقابل الأربعة وعشرين مليار».
نستكمل الأسبوع المقبل إن شاء الله.