هم بيطلعوا إمتى؟ «1»

يدخل وزير الجباية على كبير الوزراء، فيجده منهمكاً فى تنظيف فانوس حديد يبدو عليه القدم - بتعمل إيه معاليك؟..- «ده فانوس كان أهداهولى كبير عشائر الأدغال وأنا فى إثيوبيا من أسبوعين... ودى عادتى لما تكون عندى مشكلة لازم إيدى تدعبس فى حاجة.. أصلح راديو أو حتة كمبيوتر.. بصيت حواليا لقيت كل حاجة هنا زى الفل ومفيش غير هو الفانوس ده، فقلت أنضفه».. – «طيب ومعاليك مهموم من إيه؟».
- مهموم من إيه؟! إنت ما بتقراش جرايد وللا إيه؟ ما عرفتش إن مطلوب مننا ندبر أربعة وعشرين مليار جنيه للصعيد؟ هنجيب منين المبلغ ده؟... قولّى يا وزير، إنت جمعت كام من الشعب لغاية دلوقت؟
- أنا قفلت تمانين مليون زلعة شايلها فى بدروم الديوان.
- ما شاء الله! جمعتها إزاى؟
- «لفيت على بيوت التمانين مليون مواطن وكل مواطن كنت أمسكه أقلبه من رجليه وأنطره كده وأعبى اللى ينزل منه فى زلعة... بس ما أعتقدش دول هيكفوا المبلغ المطلوب».
يومئ الكبير رأسه موافقا فى حسرة ويستمر فى حك الفانوس.. وإذا بدخان كثيف ينبعث من الفانوس ويملأ الغرفة... فيلقى الكبير بالفانوس من يده ويجرى هو والوزير يختبئان خلف الكنبة وإذا بصوت عميق يدوى فى الغرفة: شبيك لبيك.. «مين اللى استدعانى؟».. يجيب الكبير من خلف الكنبة: «مين؟... مين اللى هنا؟».
العفريت: «أنا عفركوش.. عفركوش بتاع زمان.. مين اللى أحضرنى من بنى الإنسان؟ إظهر وبان عليك الأمان».. يخرج الكبير وخلفه الوزير من وراء الكنبة ويقترب قليلا من عفركوش ويسأله: «عفركوش مين؟»... عفركوش محبطا: «أنا عفركوش ابن بتركوش، إنت مالكش فى الأبيض وإسود وللا إيه؟».. الوزير بسعادة: «أيوه أيوه أنا فاكرك، فينك من زمان؟».
عفركوش وقد أسعده أن هناك من يذكره: «أبدا والله، أنا كنت زمان بشتغل بعد الضهر فى الأفلام، ولكن اتغيرت الأيام وابتدوا يمثلوا الأكشن والساى فاى فرجعت أعيش فى الفانوس فى أمان.. ثم ينظر للكبير ويسأله: «أؤمر يا إنسى.. تطلب إيه من الجان؟».
يشعر الكبير بسعادة ويحدث نفسه: «يا فرج الله»، ثم ينظر إلى عفركوش ويأمره بثقة: «فى التو والحال يا عفركوش تجيبلى أربعة وعشرين مليار»... بتركوش متعجبا: «أربعة وعشرين مليار إيه؟ إحنا العملة عندنا ترمس.. وللا انت عايزهم مكالمات؟ أنا عندى خدمة حوللى شكرا».
الكبير منزعجا: أربعة وعشرين مليار جنيه يا عفركوش! ترمس إيه اللى إنت جاى تقول عليه!
عفركوش: وهتقدموا إيه مقابل الطلب ده؟
الكبير متفاجئا ومنزعجا: «يعنى إيه؟ مش أنا ممكن أطلب منك تلت طلبات زى ما كنت بتعمل زمان؟».. عفركوش باستنكار: مين اللى قال هذا الكلام؟ النظام اتغير بعد الأزمة المالية اللى حطت ع البلدان، دلوقت النظام أصبح باى وان تيك وان فرى، لما تشترى منى طلب تاخد قصاده طلب هدية.. هاه، هتقدم إيه تشترى بيه طلب الأربعة وعشرين مليار؟
ينظر الكبير للوزير وقد أصابتهما الدهشة وذهبا فى جانب من الغرفة حتى لا يسمعهما عفركوش وهما يتناقشان فى المقابل الذى سيقدمانه....
إلى اللقاء فى العدد القادم إن شاء الله