باعتبارى واحداً من المصريين الذين أسعدهم المنتخب القومى فى أنجولا.. ساعدتهم انتصاراته فى نسيان مؤقت لكل أحزانهم ومواجعهم.. غسلت قلوبهم وجعلتهم أكثر إنسانية وصفاء وتسامحاً.. فلن أمنح نفسى وباقى الناس حقوقا ثم أرفض أن أمنح جمال مبارك نفس هذه الحقوق.. وأظن أن له الحق نفسه فى أن يفرح جدا مثلنا.. وأن يحرص على السفر لأنجولا ليكون هناك قريباً من منتخب مصر وهو يلعب مساء أمس نهائى كأس أمم أفريقيا.. صحيح أننى لم أكن أحب أن يسافر جمال مبارك على رأس وفد يضم قيادات الحزب الوطنى.. ولا أعرف من هم الذين سافروا على حسابنا كلنا، ومن الذى أعطاهم تفويضاً بأن يكونوا ممثلين للمصريين، ولا أظن أن مثل هذه الرحلات من مهام وواجبات أى حزب سياسى فى العالم كله.. وكنت أفضل أن يسافر جمال مبارك باعتباره مواطناً مصرياً أولاً وابناً للرئيس مبارك ثانياً.. لأننى أظن أن هذا هو ما يشعر به جمال مبارك بالفعل.. وهذه هى الحقيقة المجردة التى سيقبل بها معظم المصريين، إلا الذين يفضلون طول الوقت استثمار أى حدث أو خطوة لمواصلة الهجوم على جمال.. أو علاء.. أو حتى الرئيس مبارك نفسه.. ولا أتخيل أن الرئيس مبارك وهو يحتضن حفيده مع كل هدف مصرى فى مرمى الجزائر كان رئيساً فى مزايدة سياسية أو يتاجر بكرة القدم وفرحة الناس بها ليهرب من غضب أو رفض وانتقاد.. بل كان مجرد جد مصرى يفرح مثلنا كلنا ب«جدو» وباقى زملائه.. وبقدر ما أرفض هذا الهجوم الذى أحيانا يكون فى غير محله.. بقدر ما أرفض أيضا وأكثر أولئك المنافقين الذين سينسبون الفضل فى كل انتصار كروى للرئيس مبارك أو لجمال مبارك.. وقد فوجئت للأسف الشديد بإعلاميين كبار يلوحون ويؤكدون أن استقبال الرئيس مبارك للمنتخب القومى عقب الخروج من كأس العالم كان هو أول سبب ودافع للانتصارات التى تحققت فى أنجولا.. ومن المؤكد أن ذلك غير حقيقى على الإطلاق.. من المؤكد أيضاً أن الرئيس مبارك نفسه لم يخطر ذلك بباله على الإطلاق.. وأنه يعرف مثلنا كلنا أن أصحاب الفضل فى هذا الانتصار هم حسن شحاتة ولاعبوه ومساعدوه.. وأنه سعيد جداً بذلك وسيشكرهم بالنيابة عننا كلنا على ذلك.. من المؤكد أيضا أن جمال مبارك ذهب لحضور نهائى الأمس وهو لا يأمل أو يريد أن ينسب أى أحد إليه أى دور أو فضل فى الانتصار لو تحقق واكتمل.. وهى قطعا ليست أزمة مبارك الأب أو الابن بقدر ما هى أزمة الإعلام.. إعلام بات فى معظمه يهوى ويجيد خلط كل الأوراق والأدوار وصياغة الحقائق وفقاً للمصالح والمكاسب الشخصية حتى وإن اضطر لذلك أن يدوس بالحذاء على كل الحقائق وأن يعلن صراحة عدم احترامه لعقول الناس والمنطق وأصل الأشياء.. فلم تعد المسألة مجرد التسابق على نفاق الرئيس فقط وابن الرئيس أيضا.. ولكن زاد الأمر فى اليومين الماضيين.. وبدأ بعض قادة هذا الإعلام فى قلب حقائق كثيرة ليس هذا وقتها وأوانها.. لأن هذا فقط هو أوان الفرحة بمنتخبنا حتى وإن لم يكن قد فاز بالأمس، أو فاز وعاد بالكأس الثالثة.. أوان أن نقول شكراً لحسن شحاتة وكل اللاعبين وأن يقولها معنا جمال والرئيس مبارك أيضاً. [email protected]