أمر الرئيس حسنى مبارك، برفع قيمة التعويضات للمنازل المتهدمة بشكل كامل جراء السيول فى أسوان إلى 25 ألف جنيه بدلا من 15 ألف جنيه، على أن تتدرج قيمة التعويض لبقية المنازل المتهدمة بشكل جزئى حسب درجة التلف، فيما هددت 200 أسرة، من المشردين بفعل السيول فى جنوبسيناء، بالتظاهر احتجاجاً على عدم توفير مأوى لهم وعدم حصولهم على معونات، بينما تشهد محافظات قنا وبنى سويف والمنيا حالة طوارئ لمواجهة الموقف. وأكد مبارك خلال تفقده أمس المنازل والمناطق المضارة من السيول فى نجع الشديدة بأبوالريش بحرى بمحافظة أسوان ضرورة أن تراعى قيمة التعويض لكل منطقة مضارة من السيول فى بقية محافظات الجمهورية طبقا لظروفها. وفيما يعد إشارة إلى اهتمام الدولة الواسع بحل تبعات وأضرار السيول، رافق الرئيس فى جولته القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، ووزراء الإعلام والكهرباء والإسكان والتضامن الاجتماعى والتنمية المحلية، ومحافظ أسوان. وطالب الرئيس مبارك وزير التضامن الاجتماعى بالعمل على إعادة تأسيس المنازل والبيوت المتضررة من السيول بعد إعادة بنائها، على أن تساهم الوزارة بمبلع خمسة آلاف جنيه لإعادة تأسيس كل منزل من هذه المنازل. من جانبه أكد المهندس حسن يونس، وزير الكهرباء، للرئيس مبارك، أنه تمت إعادة الكهرباء فى المناطق المتضررة من السيول، وستتم إعادة الكهرباء فى بعض المناطق الأخرى بمجرد تجفيف المياه الموجودة بها. كانت وزارة الكهرباء والطاقة، أعلنت عن وقوع خسائر كبيرة فى الشبكة الكهربائية، نتيجة العاصفة القوية التى تعرضت لها محافظة أسوان مساء الأحد الماضى، وأدت إلى تحطم 80 برج كهرباء على مختلف الجهود، مؤكدة أنه يتم حاليا بحث إصلاح التلفيات. وقال محافظ أسوان إنه تم تجهيز المدارس ومراكز الشباب، لاستقبال الأهالى المضارين، إلا أنه وفقا لعادات الأهالى واعتيادهم على رعاية بعضهم البعض فى تكافل محمود أصر جيرانهم على استضافتهم، ولم يذهب المضارون إلى المدارس ومراكز الشباب. فى سياق متصل هددت نحو 200 أسرة بقرية أبوصويرة بمحافظة جنوبسيناء، التى دمرتها السيول أمس الأول، بالتظاهر احتجاجاً على عدم توفير مأوى لهم، وعدم حصولهم على معونات، خاصة بعد توقف أعمال الإغاثة والإنقاذ، مشيرين إلى أنه تم توزيع المعونات والمساعدات على «المحاسيب ووفقا للأصوات الانتخابية، ولم يحصل الضعفاء أو الغلابة على أى شىء» على حد قولهم. وقال مسلم سويلم من قبيلة الترابين بأبوصويرة، فى اتصال هاتفى مع «المصرى اليوم»: «لم أجد مكانا لإقامة أسرتى بعد أن دمرت السيول منزلنا، واضطررنا لاستئجار شقة على البلاط برأس سدر ب100 جنيه يوميا». واتهم عدد من الأهالى مجلس مدينة رأس سدر بمجاملة البعض فى توزيع المعونات والبطاطين، لافتين إلى أن معدات مجلس المدينة ذهبت للعمل بالقرى السياحية وتركت المنازل المنكوبة. ومن جانبه أكد اللواء محمد عبدالفضيل شوشة، محافظ جنوبسيناء، أنه سوف يذهب لمقابلة المتضررين من السيول بأبوصويرة لبحث شكاواهم. فى سياق متصل أصدر الدكتور على المصيلحى، وزير التضامن الاجتماعى، قراراً بتشكيل لجنة للإغاثة توجهت إلى محافظة جنوبسيناء بين مدينتى أبورديس ورأس سدر. وقال المصيلحى إن لجان الإغاثة اتجهت أيضا إلى محافظة شمال سيناء لمناطق العريش والشيخ زويد والحسنة والعبد ونخل، حيث مواقع متضررى السيول، منوها بأنه تم إيواء المتضررين بالمدارس ومراكز الشباب، مشيرا إلى توجه بعض المضارين إلى منازل ذويهم وأقاربهم، حيث بلغ عدد المضارين ما يقرب من 600 فرد. وأضاف أن اللجان توجهت كذلك إلى محافظة أسوان، حيث تضرر من السيول 717 أسرة بإجمالى 6397 فرداً، فضلا عن انهيار 175 مبنى بشكل كامل، بينما انهار 200 مبنى جزئيا بإجمالى 6397 مبنى بها تصدعات. وفى السويس أرسل المحافظ سيف جلال مساعدات طبية وغذائية، للمنكوبين فى جنوب وشمال سيناء. إلى ذلك تمكنت أجهزة وزارة البيئة من إزالة بقعة زيتية جرفتها السيول إلى البيئة البحرية برأس سدر، بعدما ورد بلاغ لغرفة العمليات المركزية بالوزارة من محافظة جنوبسيناء، يفيد بأن مياه السيول التى اجتاحت المحافظة بمنطقة رأس سدر تسببت فى تحرك زيوت بترولية خام من بعض مناطق الإنتاج المتواجدة هناك. وفى بنى سويف أعلنت المحافظة حالة الطوارئ، وقرر المحافظ الدكتور سمير سيف اليزل إيقاف معدية «اشمن - جزيرة أبوصالح» بمركز ناصر بسبب الأمطار ووجود جزيرة رملية فى المجرى المائى لسير المعدية، وأمر مسؤولى الرى والزراعة بإزالتها وتمهيد المجرى المائى خوفا من اصطدام المعدية بها. وفى قنا تم رفع حاله الطوارئ، وأكد المحافظ مجدى أيوب، أنه تم وضع خطة شاملة تحسبا لهطول الأمطار التى قد ينتج عنها سيول، مشيرا إلى أنه تم تشكيل غرف عمليات تعمل 24 ساعة بجميع المديريات والمراكز والقرى تكون على اتصال دائم بغرفة العمليات المركزية بديوان عام المحافظة لتلقى أى بلاغات بوقوع سيول. وأشار أيوب إلى أنه تم حصر القرى التى يمكن أن تتعرض للسيول وتضم 19 قرية بمراكز نجع حمادى ودشنا وقفط وقوص ونقادة وأرمنت وإسنا، كما يتم التأكد من خلو المجارى المائية المعدة لاستقبال السيول من العوائق وسلامة جسورها وطرقها، لافتا إلى أنه تم التنبيه على مراكز الصيانة بالوحدات المحلية بتجهيز المعدات اللازمة لاستخدامها فى حالة حدوث السيول. من جانبه قال اللواء عبدالسلام المحجوب، وزير التنمية المحلية، إن الوزارة تتلقى تقارير دورية من المحافظين فى المحافظات التى تعرضت للسيول مؤخرا، مشيرا إلى أنه تجرى حاليا متابعة توزيع المعونات المادية والعينية على المتضررين بالتنسيق مع الوزارات الأخرى. وأكد المحجوب أنه سيعرض تقريرا مفصلا على رئيس الوزراء خلال أيام يشمل عدد المتضررين ونوعية المعونات المادية والعينية التى قدمتها الحكومة، لافتا إلى أنه تم تشكيل غرفة عمليات بالوزارة تعمل على مدار 24 ساعة، وتم ربطها بغرف عمليات المحافظات لتلقى إخطارات وبلاغات المتضررين من السيول، مشيرا إلى أنه ستتم إزالة التعديات على مخرات السيول، وفتح المفيضات فى المحافظات المتضررة. وأعلن الفريق أحمد شفيق، وزير الطيران المدنى، أن الحركة الجوية بالمطارات لم تتأثر بسسب السيول والعواصف.
