«بلادى بلادى بلادى لك حبى وفؤادى.. وهدوء حذر.. ولافتات تحمل الرغبة فى التغيير» هذا هو ملخص مشهد استقبال الدكتور محمد البرادعى فى مطار القاهرة أمس، الذى تراوح بين التعامل الأمنى الحذر والتنظيم الجيد للمستقبلين الذين حرصوا على صناعة سياج منهم حتى تسير الأمور بشكل طبيعى دون احتكاكات مع الأمن. وبلغ عدد المستقبلين حوالى ألف شخص من بينهم أعداد كبيرة تنتمى إلى مختلف الأطياف السياسية، وتجمعوا داخل وأمام صالة الوصول رقم 3 بمطار القاهرة الدولى لاستقبال البرادعى قبل أكثر من ساعتين من هبوط طائرته، ووصل عدد من نشطاء حركة كفاية فى مقدمتهم جورج اسحاق المنسق العام السابق للحركة، والدكتور عبدالخالق فاروق والدكتور عبدالجليل مصطفى، وحضر عدد من المثقفين والشخصيات العامة من بينهم الدكتور حسن نافعة «منسق حركة ضد التوريث» والكاتب علاء الأسوانى والمستشار محمود الخضيرى والكاتب الصحفى محمد عبدالقدوس والسفير ناجى الغطريفى، الرئيس الأسبق لحزب الغد، بالإضافة إلى الفنان خالد أبوالنجا. ووصل حوالى 200 شاب من أعضاء جروب البرادعى رئيساً لمصر، ورفعوا لافتات وصوراً للدكتور البرادعى ولافتات كتبت عليها أسماء محافظات مصر، فى إشارة على ما يبدو إلى دعم البرادعى من كل المحافظات، وتميزت المجموعة بوجود لجنة منظمة لها، نظموا المرور فى الشارع المقابل لصالة الوصول. كما حضر أكثر من 100 عضو من حركة شباب 6 أبريل. ورددوا هتافات تطالب بالإصلاح مع ترديد النشيد الوطنى المصرى «بلادى بلادى لك حبى وفؤادى». وفى تمام الساعة الثانية ظهراً وصل ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى الحر، وعدد من أنصاره يحملون لافتات كتب عليها «بك.. ومعك من أجل مصر»، و«البرادعى أمل الأمة» ولافتات أخرى كتب عليها «مرحباً بك من أجل التغيير» فيما حمل عدد من المواطنين لافتات للترحيب والتأييد للدكتور البرادعى من العديد من المحافظات، كانت إحداها تقول «بكل الحب جماهير المحلة الكبرى تقول نعم للدكتور البرادعى»، فيما حرصت وسائل الإعلام المحلية والعالمية على التواجد بكثرة من قبل وصول طائرة البرادعى بثلاث ساعات وسمحت لهم سلطات المطار بالدخول إلى ساحة انتظار الركاب. ومن الناحية الأمنية، فقد سارت الأمور بشكل طبيعى، قبل وصول الطائرة ولم يحاول الأمن منع أو عرقلة أجهزة الإعلام فى تغطية الأحداث. وعند الساعة الثانية والنصف ارتفع عدد المستقبلين حيث توافد عدد كبير من الأتوبيسات تحمل العشرات من المؤيدين للدكتور البرادعى، وقاموا برفع لافتات كتب عليها أسماء 29 محافظة تمثل عدد المحافظات المصرية. وقال المستشار محمود الخضيرى ل«المصرى اليوم» إن الرسالة التى يريد أن توجهها المعارضة للنظام أن الشعب المصرى «عايز يغير ونفسه يغير» ولابد من مشاركة الشعب فى التغيير، لافتاً إلى تشكيل لجنة لإدارة الحوار والعمل مع البرادعى خلال الفترة المقبلة، حتى لا تسير الأمور بشكل عشوائى، وقال: نراهن على البرادعى خلال المرحلة المقبلة وتصريحاته التى أطلقها حول انتخابات الرئاسة كانت بمثابة الرصاصة التى اخترقت جسد النظام، وقال ممدوح قناوى رئيس الحزب الدستورى، إن مشاركة الحزب مع الجماهير والقوى السياسية التى تستقبل البرادعى دليل على مشاركة الأحزاب ككل فى الحدث، ولفت إلى أن حزبه أعطى البرادعى عضوية شرفية حتى لو كان مرشحاً عن حزب آخر. وقال جورج إسحاق إن رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية السابق رجل سياسى من الطراز الرفيع وخطابه السياسى يحمل قيماً عالمية واجتماعية وسياسية واقتصادية، وأعرب الدكتور حسن نافعة اندهاشه من قلة أعداد المستقبلين، وأرجعه إلى الاحتياطات الأمنية التى اتخذتها أجهزة الدولة، وأعرب عن سعادته بوجود عائلات كاملة تتكون من أب وأم وأبناء فى استقبال البرادعى. وأشار إلى أن الأحزاب السياسية فى مصر سوف تتعلم من تجربة البرادعى كيف تنزل وتلتحم بالجماهير، مشيراً إلى أن البرادعى ورسائله التى أطلقها من خارج مصر أثبتت أن الأحزاب كانت ولاتزال تعيش فى ثلاجة من ثلاجات النظام. وقال علاء الأسوانى إن التغيير الذى سوف تشهده مصر فى الفترة المقبلة، يرتبط بشكل كبير بشخص اسمه محمد البرادعى، مشيراً إلى أن القوى السياسية لا تجتمع على كلمة توحدها إلا إذا كانت جادة وتحمل معانى لا تفسرها الكلمات. وقال الإعلامى حمدى قنديل: من اليوم ظهر معنى جديد للشعب المصرى وقوى تستطيع أن تغير، وتفعل ما تريد أن تفعله، وأن تغير كل ما هو قبيح فى مصر بدءاً من رغيف العيش وانتهاء بمواد الدستور، سيكون عمل كل الجماهير المصرية خلال المرحلة المقبلة.
