حياة العزاب.. حياة بعيدة تماما عن الأضواء، فبالقدر الذى تتسم فيه بالتفاصيل والمفارقات والمواقف المتنوعة، وتحمل عدداً من المواقف الساخرة والمؤلمة، بالقدر الذى تتسم فيه أيضا بالسرية، ربما لأننا، كمجتمع، اعتدنا التعامل مع عزوبية الشاب على أنها شىء عادى وطبيعى، فالعزوبية لن تنتقص منه شيئاً ولن تمنحه، فى يوم من الأيام، صفة عانس.. «وسط الزحمة»، قررت الاقتراب بشكل مباشر من الحياة الخاصة للعزاب المغتربين بشكل خاص لتحاورهم عن قرب وتتعرف على الأنماط المختلفة لحياتهم بداية من التعامل مع فكرة «عازب»، والتأقلم عليها بكل صورها وخطوطها الحمراء ونظرة المجتمع لهم، مروراً بتضاؤل التفكير فى فكرة الزواج لما تتطلبه من التزامات كثيرة، ونهاية عند تقمص دور ربة المنزل، والتخلص من فكرة الاعتماد على الأم فى كل شؤون الحياة، وهو الأمر الذى يتوجب إجادة مهارات مختلفة وجديدة على شخصية العازب كالطهى والاهتمام بالمنزل، بواجباته واحتياجاته المختلفة. العزاب أسسوا رابطة عُزّاب مصر على يد مجموعة من طلبة الجامعة وحديثو التخرج على الإنترنت، كلمات بسيطة، معادلات «تريح البال» يثبتون فيها أن الحرية = العزوبية. ويتحدثون عن «النص الحلو» و«القفص الذهبى» كمن يتحدث عن عشماوى وغرفة الإعدام. أحد أعضاء الرابطة فى منتدى طب مصر يكمل معادلاته حول العزوبية فى الرابطة أيضاً شعارات جميعها ضد دخول القفص الذهبى، وتمجيد لحياة العزوبية، فالعضو «under taker» يكتب عن تعريف الزوجة قائلاً: «هى ورطة، وطول العمر ربطة، يا تصيب يا تخيب يا تجيب جلطة». وفى مجموعة بريدية للهاربين من القفص الذهبى كتب مؤسس المجموعة د. محمود قائلاً: «أنا ليه أخنق نفسى وتيجى واحدة تقولى هات هات وتعملى صداع مزمن، ولا حد يقولّى إنت كنت فين ولا كنت مع مين ولا هدايا ولا دباديب ولا وجع دماغ». واستشهد محمود بدعوات مماثلة انطلقت من طلاب كلية الطب البشرى ولاقت نجاحاً. ولزيادة التأكيد كتب محمود الطالب بكلية العلاج الطبيعى: «أنا كده ميت فل و14، وإن شاء الله فى الخطة الخمسية اللى جاية هابقى ميت فل و19، ولكل شاب: انفد بجلدك وبلاش تغلط الغلطة دى لأنها هاتكون الغلطة الأخيرة». فى روابط العزاب تفصيل دقيق يميز بين الرجال بوصفهم «الجنس اللطيف» وبين النساء بوصفهن «الجنس اللى يالطيف».