يعلم الله أننى منذ أيام وضغطى (230/ 130) وهى قراءة مرعبة، وأخشى أن أموت فى منتصف المقال فيتهموك، فحاول أن تقرأ من بعيد يا حبيبى أسلم، فأنا الطفل الذى غنى له محمد فوزى ماما زمانها جايه جايبه لعب وحاجات، ثم ذهب فوزى وذهبت أمى ولم تأت الحاجات.. وعندما عقدت قرانى لم يُعرض «العقد» على مجلس الوزراء، لكن المجلس وافق فقط على تخصيص الأرض وأيامها كان الماء والكهرباء والطرق على «العروسة»، حتى الأولاد للتصدير وكان «العريس» مسؤولاً فقط عن «الدخلة».. وأنا التلميذ الذى حمل حقيبة صغيرة فيها كتب لإثبات جدارته، ثم عاش ليرى وزيراً يحمل ثلاث حقائب ضخمة فيها مستندات لإثبات براءته.. وأنا الشاب الذى قالوا له حارب وغنوا له «على الربابة»، ثم نزعوا صورته من عليها ووضعوا صور لاعبى الكرة وإعلانات السمنة.. لذلك فأنا الرجل الذى ارتفع ضغطه وانخفض دخله وغنوا له «العبيط أهو».. فمتى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ تقريباً بعد «الانفتاح» على إيدك اليمين، وهناك حاول أن تسأل. ثم أفهمونى أن مصر هى أمى، وأمى زمانها جاية، فهل أصدق الدستور الذى يحتضننى ويقول «أنت مواطن» لك كل الحقوق أم أصدق عماد حمدى، الذى يضربنى ويقول «إنت لقيط» مالكش حاجة هنا؟.. هذه بلاد مطاريد الجبل وعفاريت الأسفلت وتصدير الغاز ودحرجة الأنابيب، والصفة التشريحية هى «وطن أصابه العطن»، ومع ذلك يبقى الأمل فى «حرس الجامعة» و«عربات الفول» وبرنامج «البيت بيتك».. وقد اكتشفت مبكراً زيف الإعلام وكذب المسؤولين، فأثناء جنازة أمى كنا نسرع الخطى صامتين قبل حلول الظلام، بينما كان ينبعث من داخل أحد المحال صوت الراديو يؤكد «ماما زمانها جاية!».. طيب إزاى؟! [email protected]