صارت حادثة سرقة لوحة زهرة الخشخاش للفنان العالمى فان جوخ من متحف محمود خليل حديث الساعة فى الصحافة ووسائل الإعلام المختلفة، بالإضافة لأجهزة البحث والتحقيق.. فالحادثة بجد تثير الدهشة والريبة ناهيك عن دلالتها التى تظهر مدى الاستهتار بالتراث والقيم الفنية للمتاحف، كما تدل على الفساد الذى لا يزال يعشعش فى وزارة الثقافة والذى ينطبق على الكثير من الهيئات الوزارية الأخرى.. ففى هذه الحادثة تجلت صورة الفساد.. فمتحف مثل متحف الفنان محمود خليل ينبغى حمايته ومراقبته بالكاميرات وأجهزة الإنذار من الداخل والخارج لأنه فى عداد المتاحف العالمية، وبالرغم من ذلك ففى التحقيقات الأولية نجد أن معظم أجهزة المراقبة والإنذار معطلة وغير صالحة للعمل!! وقد أعلن محمد محسن شعلان، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، أنه أرسل للوزير الكثير من المذكرات التى يطالب فيها بتوفير كاميرات وأجهزة إنذار للعديد من المتاحف بتكلفة 40 مليون جنيه تقريباً، وللأسف لم يؤخذ بهذه المذكرات!! إلى الآن قامت الدنيا ولم تقعد لسرقة لوحة «زهرة الخشخاش» التى تقدر قيمتها المادية ب50 مليون دولار، بالإضافة لقيمتها الأدبية والفنية التى لا تقدر بثمن.. أُصبت بالدهشة والاستغراب لهذه القيامة والهبة القوية بالرغم من وجود سرقات أكبر بكثير من هذه السرقة مادياً ومعنوياً، وما زال الصمت حيالها هو سيد الموقف!! ولعلنا نتذكر منها سرقات أراضى الدولة التى تقدر بالمليارات وسرقة العلاج على نفقة الدولة، وأهم وأفحش السرقات سرقات أصواتنا فى الانتخابات وتزوير إرادة الشعب.. المشكلة التى نقابلها أكبر بكثير من مشكلة سرقة لوحة زهرة الخشخاش التى لا تساوى شيئاً مقارنة بسرقة وطن وانتهاك شرفه!! عثمان محمود مكاوى - ديروط