شباب قبائل سيناء: الدولة تختلق عدوًا في سيناء لتلفت الانتباه عما يحدث في القاهرة

طالب اتحاد شباب قبائل وعائلات سيناء الأجهزة الأمنية بالكشف عن تفاصيل العملية «نسر» التي تقوم بها القوات المسلحة في سيناء، وبمحاكمة كل من تواطأ ومن تباطأ في منع وقوع عملية رفح، وقال شباب القبائل، في اجتماعهم في مدينة الشيخ زويد، مساء الخميس، إن على الدولة محاربة الفقر المدقع الذي تعاني منه سيناء إذا ما أرادت عمل استقرار في المنطقة.
وقال سعيد اعتيق، منسق الاتحاد إن ما يحدث في سيناء هو«نتاج 30 سنة من غياب الدولة في سيناء بشكل عام والمنطقة الحدودية بشكل خاص، وعلى الجميع أن يتخيل مواطن يسير 12 كيلو كي يتحصل ابنه على تعليمه الأساسي، ويشرب مياه ب 750 جنيه شهريًا، بسبب عدم وجود مياه في سيناء، ويعيش في بيت وأرض لا يمتلكهما».
وأضاف اعتيق: «هناك أجهزة تعبث بالمنطقة، وهناك مال سياسي، وتنظيمات لديها المال للتحرك في المنطقة بشكل سلس. ما يزعجنا في الأساس إنه حتى الآن مازلنا نسير بسياسة حسني مبارك ولا يوجد شفافية، إذا كانت المخابرات بكل مسمياتها أو الأجهزة الأمنية فشلت في معرفة من هم المخربين والبؤر الإرهابية، فعلينا أن نقلق حقيقة على مصر، بشكل كبير، أما إذا كانت تعلم، كما خرجت تصريحات في الإعلام في الفترة الأخيرة، فأعتقد أننا أمام مسؤولية تاريخية، ولابد أن يتقدم للمحاكمة كل من تواطأ ومن تباطأ في اتخاذ القرار لمنع وقوع الحادث».
وقال اعتيق إنه لا يمكن القضاء على الإرهاب دون القضاء على الفقر المدقع الذي تعاني منه سيناء: «الرؤية الأمنية سطحية لإرضاء الرأي العام المصري، وتشير إلى نظرة الدولة التي تنظر لسيناء بشكل سطحي. إذا كانوا يريدون القضاء على الإرهاب، فهناك فقر مدقع وبيئة خصبة لكل الأفكار المتطرفة، إذا كانت الدولة تريد الحفاظ على الأمن القومي، وإذا كان مرسي يريد سلام لإسرائيل فعليه أن يعلم أن هناك فقر مدقع في ظل وجود مال سياسي غير معروفة مصادره».
وتابع المنسق العام لاتحاد شباب قبائل سيناء: «نحن ندفع ضريبة تحالفات كبيرة المستوى، ولكن من يمتلك كلمة السر في هذه المنطقة في ما يخص السلام مع إسرائيل هم أبناء المنطقة الحدودية ولن يكون هناك سلام على جوعي وفقري ومواطنتي التي هي من الدرجة الخمسين، نحن نطالب بأقل حقوقنا».
وأكد اعتيق أنه: «لا يوجد استقرا ر في ظل فقر، ولا أمان في ظل عدم وجود مصدر رزق شرعي في المنطقة، في الشيخ زويد ورفح لا يوجد للدولة أي مشروع استثماري، على الدولة خلق فرص عمل في المنطقة الحدودية، حتى لا يضطر أحد للتعامل في الأنفاق مع حماس أو في تهريب اللاجئين لإسرائيل».
وهاجم اعتيق الجمعية التأسيسية لوضع الدستور قائلًا: «فوجئنا بأن من يطبخ الدستور ليس من بينهم أحد يمثل رؤية سيناء.، الدستور الذي لن يحترمني ولن يحترم ثقافتي ولن يعترف بي لن أعترف به».
وطالب اعتيق بوثاقة وثيقة إعلامية فيها توصيات من أبناء سيناء، وقال: «الإعلام لا يفهم ما الذي يدور في سيناء، والإعلام داخل معركة البؤر كأنه في عمل وطني وكأن القوات المسلحة في حرب مع عدو وليس مع عناصر متطرفة، علينا أن نصيغ وثيقة إعلامية فيها توصيات من أبناء سيناء توزع على المخرجين والفنانين والإعلام، نحن لسنا ضد الإبداع ولكن هناك خلفيات يجب أن تؤخذ في الاعتبار إذا أراد أحد أن يقدم عملًا عن سيناء».
وقال مصطفى الأطرش، إن حملة نسر تسببت في أذى لأبناء سيناء: «الملثمون يدخلون البيوت، والعملية أصبحت غير إنسانية»، وأضاف الأطرش: «أهل سيناء أدرى بشعابها، ابن سيناء يعرف الوديان أكثر من الأمن، وهو أكثر المتضررين، لماذا لا تكون هناك شراكة بين الدولة وأبناء سيناء».
ويقول حسن حنتوش إن سير الحملة الأمنية «بدأ ينحرف إلى ممارسات ما قبل الثورة»، ويضيف أن الرئيس مرسي «سيجعل من سيناء فزاعة للشعب المصري بأن سيناء ستضيع حتى يتوغل الفكر الإخواني في أكثر من مؤسسة»، وأشار حنتوش إلى أن «المسؤول عن الإعلام في العملية نسر أخطأ كثيرًا، مثلًا عندما أعلن عن مقتل 20 إرهابي قتلتهم القوات في بؤر إرهابية ما تسبب في قلق أوربي وإسرائيلي كبير من وجود بؤر إرهابية في سيناء».
ويقول حسن النخلاوي إن «الدولة المصرية تتبع الأسلوب الأمريكي في خلق العدو، حاليًا الدولة المصرية تريد لفت الانتباه عن أشياء كثيرة في مصر باختلاق عدو، وتتحدث عن بؤر إرهابية في سيناء، كما صنعت أمريكا تنظيم القاعدة وتورا بورا لتحقق أهدافها، الدولة المصرية فعلت ذلك لمصلحة إسرائيل، يجب إبعاد القرار السياسي الخاص بسيناء عن تل أبيب وتركيزه في القاهرة».