فى الوقت الذى ينتظر فيه الصائمون انطلاق مدفع الإفطار، ينطلق مجموعة من الأفراد ممن يعملون فى مهنة «الطيار» فى الشوارع لتوصيل طلبات الإفطار للمنازل، ولا يمثل أذان المغرب بالنسبة لهم إشارة للإفطار، ولكن قربه هو إشارة لبدء العمل، أما إفطارهم فقد يتأخر حتى العشاء، ورغم عدم قدرة بعض الصائمين على تحمل انتظار أذان الإفطار، فإن هؤلاء العاملين يشعرون بسعادة أثناء تأدية عملهم، ويعتبر بعضهم هذا العمل فى ميزان حسناتهم، لأنهم يفطرون الصائمين. منذ تخرجه فى كلية السياحة والفنادق، يعمل محمد ممدوح كطيار فى أحد المطاعم المشهورة: رغم أنها مهنة متعبة، خصوصاً فى فصل الصيف، لكن أنا الحمد لله مابحسش بتعب المهنة فى شهر رمضان، بالعكس بحس بسعادة وأنا بوصل الأكل للصائمين، ومعظم الزباين اللى بنوصل لهم الأكل، بيكسروا صيامنا ببلحة أو شوية ميه، وبعد ما نوزع الطلبات كلها، نتجمع أنا وأصحابى عشان نفطر وده بيكون بعد المغرب بحوالى ساعة. وربنا بيعوضنا كلنا فى «البقشيش»، لأن اللى بيدى 5 جنيهات بقشيش بيدى 10 فى الشهر ده واللى بيدى 10 بيدى 15، ومعظم الزباين الذوق بيعزموا علينا وأوقات كتير بصراحة مائدة الرحمن بتكون أقرب مكان ليا آكل فيها لحد لما أروح بالليل».