دفعت الإعلانات الكثيرة حول مدينة المعراج، القريبة من المعادى، «المصرى اليوم» إلى القيام بجولة فى المدينة، لمعرفة ما إذا كانت هذه الإعلانات تشجع الباحثين عن الشقق للسكن هناك أم لا؟!، خاصة أن الإعلانات تتضمن العديد من المزايا التى تتمتع بها، منها قربها من «كارفور»، وكثرة الطرق المؤدية إليها، وقربها من حى المعادى، أحد أهم المناطق الراقية فى القاهرة. تقع مدينة المعراج فى الجزء الجنوبى لمدينة المقطم، شرق الطريق الدائرى المتجه من المعادى إلى التجمع الخامس، وتبلغ مساحتها 8.8 مليون متر مربع، بطول نحو كيلو ونصف الكيلومتر من طريق الأوتوستراد بداية من المحكمة الاقتصادية وحتى «كارفور»، وبعمق 2 كيلومتر، وكان ارتفاعها عن سطح البحر سبباً فى اعتدال جوها ونقائه. وتتكون المدينة من 10 مجاورات سكنية، وتضم عدداً من المناطق الداخلية، منها طيبة المعراج، ومدينة المعراج تقسيم غصن الزيتون، إلا أنها تقسم من حيث الاستثمار العقارى إلى جزءين، المعراج العلوى والسفلى، وبها عدة مناطق خدمات، منها المنطقة المخصصة للسفارة الفرنسية فى القاهرة لإنشاء مدارس فرنسية، وغيرها من المناطق الخدمية، إلا أن أغلبها لم يتم الانتهاء منه حتى الآن، وهو ما جعل بعض سكانها يؤسسون «جروب» على موقع «فيس بوك» بعنوان «مجموعة النهوض بمدينة المعراج»، أعلنوا فيه أن هدفهم هو جذب الحكومة إلى مزيد من الاهتمام بالمدينة، وتنمية الروابط بين سكان المنطقة. كانت رحلة الذهاب إلى المدينة من منطقة المعادى، كفيلة وحدها بإصدار حكم بأن المدينة لا تصلح للسكن، فلا توجد أى وسائل مواصلات إليها مباشرة، وكان البديل سيارة أجرة طوال مدة الرحلة، واستغرقت الرحلة إلى المدينة نحو ثلث الساعة فقط، ما يمكن اعتباره أمراً مبشراً على قرب المدينة من حى المعادى، وأنه بمرور الوقت ستتوافر المواصلات المؤدية إليها. داخل المدينة أشار بواب إحدى العمارات حديثة البناء إلى إحدى محطات تموين السيارات قائلاً: «من هنا تبدأ مدينة المعراج»، توجيه البواب كان ضرورياً حيث لم تكن هناك أى لافتات تشير إلى حدود المدينة بينها والمدن الأخرى الكثيرة الموجودة على طريق الأوتوستراد، وبدأت الجولة بدخول شوارع المدينة الواسعة، كثيرة المبانى الفخمة، ذات الشكل الجميل، حيث تفنن أصحابها فى زخرفة مداخلها وأشكالها الخارجبة، وهو ما أدى إلى حدوث اختلاف شاسع بين كل عمارة وأخرى، وأظهر الحاجة إلى تحقيق تنسيق حضارى يقارب بين طرز تلك العمارات أو توحيد شكل وجهاتها فى الشارع الواحد على الأقل. ولاحظت «المصرى اليوم» أن شوارع المدينة غير مرصوفة، ولا يوجد بها سوى عدد قليل من أعمدة الإنارة، والكثير من الإعلانات التى تشير إلى وجود شقق للبيع، وعلى جانبى الشوارع تجد أكواماً من الرمال والصخور، وبواقى الأسمنت الذى استخدم فى البناء والتشطيب، وخلف العمارات هناك أراضى فضاء تتجول بها الكلاب الضالة. حيث لا توجد محال تجارية، أو مستشفى، أو مدارس، أو حدائق عامة، أو أنفاق لعبور المشاة على جانبى طريق الأوتوستراد، أو مواصلات داخلية، باستثناء بعض سيارات الميكروباص التى وفرتها إحدى شركات الاستثمار العقارى، لنقل السكان مجاناً من المدينة إلى محطة البنزين. قال عصام السيد، موظف فى إحدى شركات العقارات، إن المدينة لها مستقبل لأنها الامتداد الجغرافى للمعادى، كما أنها قريبة من «كارفور»، حيث يمكن شراء كل مستلزمات المنزل منه، وهو ما يعوض نقص الخدمات فيها، موضحاً أن أسعار الشقق تتراوح بين 2000 و2800 جنيه للمتر. وقال محمد عبدالستار، سمسار عقارات، إن الأسعار تتفاوت وفقاً لمكان العقار وحالته، موضحاً أن السعر يصل إلى 2700 جنيه للمتر فى المنطقة السفلية للوحدات نصف تشطيب، ويرتفع إلى 3 آلاف جنيه فى المنطقة العلوية، بينما تنخفض الأسعار بالنسبة للشقق غير المشطبة، لافتاً إلى أن الإقامة فى المدينة تحتاج إلى سيارة ليسهل التحرك من وإلى المدينة التى تتميز بموقع جغرافى متميز يمكن سكانها من رؤية القاهرة من أعلى هضبة المقطم، وخدمات مستقبلية، حيث توجد إحدى مدارس اللغات. وقال محمد حامد، سمسار عقارات فى المنطقة، إن هناك شققاً كثيرة تنتظر السكان رغم توافر الكثير من الخدمات، تتمثل فى «مول» تجارى فى المجاورة رقم 2، وأعمدة إنارة فى كل الشوارع، لافتاً إلى أن المنطقة تتميز بمساحات شققها الواسعة والتى لا تقل عن 125 متراً، وتتراوح الأسعار بين 2200 للمتر فى المعراج السفلى، و2700 فى المعراج العلوى.