أكد أحمد أبوالغيط، وزير الخارجية، أن الوضع اللبنانى سيكون فى مقدمة الموضوعات التى سيبحثها الرئيس حسنى مبارك مع العاهل السعودى الملك عبدالله بن عبدالعزيز فى قمتهما التى تعقد فى شرم الشيخ غداً الأربعاء، مشيراً إلى وجود تنسيق مصرى - سعودى مستمر فى هذا الموضوع «المهم»، مؤكدا أن مصر تؤمن بأهداف المحكمة الدولية بشأن اغتيال رئيس الوزراء اللبنانى الراحل رفيق الحريرى وبضرورة معاقبة الجناة، مشدداً على أن استقرار لبنان «ليس لعبة يمكن أن يتلاعب بها أى طرف». وأوضح أبوالغيط، فى تصريحات للمحررين الدبلوماسيين من كمبالا، أمس، أن تطورات الوضع فى لبنان «تحظى بأهمية كبيرة لدى مصر من منطلق اهتمام مصر بهذا البلد واستقراره، وعدم تعرضه لما يهدد السلم الأهلى فيه». وقال الوزير رداً على سؤال حول تقييمه للتجاذبات الحادة التى يشهدها لبنان فى الأيام الأخيرة على خلفية موضوع المحكمة الدولية: «أعتقد أن من مصلحة جميع اللبنانيين أن يتحلوا بقدر من الهدوء.. والابتعاد عن التهديدات لمصلحة مجتمعهم واستقرارهم وسلامهم الأهلى الداخلى».. وأضاف: «مسألة التلويح باستخدام القوة فى الداخل اللبنانى من جانب أى طرف ليست مقبولة..واستقرار لبنان ليس لعبة يمكن أن يتلاعب بها أى طرف.. ويجب أيضا ألا يكون أداة لتصفية مسائل إقليمية أو دولية». وردا على سؤال حول الموقف المصرى من موضوع المحكمة الدولية بشأن اغتيال رفيق الحريرى وما يحيط بها من تقولات وتداعيات، قال أبوالغيط: «مصر تابعت إنشاء وتشكيل وعمل المحكمة الدولية منذ البداية.. ونحن نؤمن بأهداف المحكمة وبضرورة معرفة الحقيقة ومعاقبة الجناة.. وهذا أمر مهم حتى لا تتكرر سلسلة الاغتيالات السياسية فى لبنان مرة أخرى». من جهه أخرى أكد مصدر دبلوماسى أفريقى مسؤول أن غياب الرئيس السودانى عمر البشير عن فعاليات قمة «كمبالا» ال«15» يعد مؤشرا لأزمة مكتومة بين الخرطوم وكمبالا. وقال المصدر ل«المصرى اليوم»: «هناك حالة من الغضب لدى المسؤولين السودانيين من الطريقة التى تعاملت بها أوغندا قبل توجيه الدعوة للبشير لحضور القمة، حيث أعلنت الحكومة الأوغندية أنها لن توجه الدعوة للرئيس السودانى على خلفية أمر الاعتقال الذى أصدرته المحكمة الجنائية الدولية بحق الرئيس السودانى حيث وقعت أوغندا على ميثاق روما المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية». وأوضح المصدر أن غياب البشير وعدم إرسال الخرطوم أى مسؤول رفيع المستوى لرئاسة الوفد السودانى خلال فعاليات القمة والاكتفاء برئاسة مندوب السودان لدى الاتحاد الأفريقى الوفد، رسالة دبلوماسية سودانية واضحة للمسؤولين الأوغنديين عن حالة الغضب هذه. من جانبه أكد مصدر دبلوماسى أفريقى آخر أنه كان من الأفضل حضور الرئيس السودانى القمة، خاصة أنها أول قمة أفريقية تعقد بعد فوزه فى الانتخابات الرئاسية الأخيرة. على جانب آخر تواصلت أمس فعاليات اليوم الثالث لقمة «كمبالا»، التى وصفت هذا المرة بأنها قمة «هادئة» لم تشهد قضايا متفجرة مثلما الحال فى القمم السابقة. وتركزت الأزمات التى تعرضت لها القمة فى المحاولات الليبية التى يقودها العقيد معمر القذافى لدفع القمة لاتخاذ قرارات فورية بشأن تحويل مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى سلطة الاتحاد الأفريقى وتعيين وزير خارجية ووزير دفاع له، وهو الأمر الذى يرفضه عدد من العواصم الأفريقية وتدعو إلى التريث فى هذا الموضوع إلى حين أن تنتهى اللجنة القانونية التى شكلها الاتحاد الأفريقى لدراسة هذا الأمر.
