أكملت أوغندا استعداداتها، أمس، لعقد قمة الاتحاد الأفريقى الخامسة عشرة بمشاركة زعماء ورؤساء حكومات ووفود من 51 دولة أفريقية وغياب دولتى مدغشقر وغينيا كوناكرى لتجميد عضويتهما فى الاتحاد، ومن المقرر عقد القمة فى 25 يوليو الجارى بمنتجع «مونيونيو» الكومنولث القريب من مدينة «عنتيبى» على شواطئ بحيرة فيكتوريا، المنبع الثانى لمياه النيل، التى شهدت فى 14 مايو الماضى توقيع 4 دول من منابع النيل «إثيوبيا وأوغندا ورواندا وتنزانيا» على الاتفاقية الإطارية الجديدة لحوض النيل قبل أن تنضم إليها كينيا، وهى الاتفاقية التى ترفضها مصر والسودان. وكثفت السلطات الأمنية الأوغندية من استعداداتها لتأمين القمة والوفود المشاركة فيها وذلك عقب التفجيرين الإرهابيين فى العاصمة الأوغندية «كمبالا». وتدور داخل أروقة القمة ترجيحات قوية بمشاركة الرئيس مبارك بعد فترة غياب طويلة عن القمم التى عقدت فى عواصم أفريقية بعد حادث أديس أبابا 1995، ولم يشارك الرئيس مبارك سوى فى قمة أبوجا 2005، وعلى الرغم من تأكيدات المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية الأوغندية، باتريك موجندا، بأن الرئيس مبارك سيكون على رأس 29 قائدا أفريقيا أكدوا حضورهم القمة، وأنه سيعبر السجادة الحمراء مع رئيسى زيمبابوى روبرت موجابى، وجنوب أفريقيا جاكوب زوما، ورئيس الوزراء الإثيوبى، ميليس زيناوى، ورئيس الكونغو الديمقراطية، جوزيف كابيلا، إلا أن القاهرة لم تحسم رسميا حتى هذه اللحظات مشاركة الرئيس مبارك فى القمة. ويتوقع مراقبون أن تضع مشاركة الرئيس السودانى عمر البشير القمة فى مأزق، وذلك عقب صدور مذكرة اعتقال ثانية من المحكمة الجنائية الدولية فى حقه بعد إضافة تهمة الإبادة الجماعية إليه، خاصة أن أوغندا موقعة على نظام روما الأساسى المنشئ للمحكمة الجنائية الدولية بلاهاى. من جانبها، قالت السفيرة منى عمر، مساعدة وزير الخارجية للشؤون الأفريقية ل«المصرى اليوم»، إن مصر لديها رؤية محددة للموضوع الرئيسى للقمة «صحة الأم والرضيع والتنمية فى أفريقيا»، موضحة أن وزارة الصحة أعدت ورقة حول هذا الموضوع. وأكدت السفيرة منى عمر أن مصر ستعلن خلال القمة عن استعدادها لتلبية أى احتياجات تطلبها الدول الأفريقية فى هذا المجال، لافتة إلى أن مصر تمتلك عددًا من المراكز الطبية المتقدمة، من بينها مركز سوزان مبارك لصحة الأم والطفل بالإسكندرية، الذى يقوم بتقديم مساعدات كثيرة للدول الأفريقية ويدرب كوادر أفريقية كبيرة مثل «القابلات» للقضاء على ظاهرة وفيات الأمهات والأطفال فى أفريقيا. وأوضحت منى عمر أن الوفد المصرى المشارك فى القمة سيركز كذلك على عرض خدماته للقضاء على الأمراض المتوطنة فى القارة الأفريقية، مشيرة إلى أنه فيما يخص الملاريا، فإن مصر لديها، الآن، شركة خاصة مكونة من مجموعة من الباحثين المصريين والأطباء والصيادلة استطاعوا اكتشاف طريقة للقضاء على الملاريا من اليرقات قبل أن تتحول إلى ذبابة البعوضة. وأشارت إلى أن القمة ستشهد نقاشا حول عدد من القضايا السياسية فى القارة الأفريقية مثل الصومال والعلاقات التشادية السودانية، والأوضاع فى مدغشقر وكوت ديفوار وغينيا كوناكرى، وأنه تم إعداد مداخلات مصرية فى هذه المناقشات لتوضيح الموقف المصرى حيالها، وتقديم مبادرات للحل. وأوضحت منى عمر أن النقاش سيتناول التحضير للقمة الأفريقية العربية المقبلة التى من المقرر أن تستضيفها ليبيا فى أكتوبر المقبل، بالإضافة إلى القمة الأفريقية الأوروبية التى ستعقد فى ليبيا أيضا فى شهر نوفمبر المقبل، والتقرير المرحلى الخاص بتحويل مفوضية الاتحاد الأفريقى إلى سلطة الاتحاد الأفريقى، وتغيير المناخ، مشيرة إلى أن مصر ستظل على موقفها الذى سبق أن أبدته خلال القمة الأفريقية الأخيرة فى أديس أبابا.
