واشنطن بوست: أمريكا دفعت 5 ملايين دولار للعالم الإيرانى مقابل معلومات عن البرنامج النووى

فتحت قضية العالم النووى الإيرانى شهرام أميرى بابا جديدا من الصراع بين الولايات المتحدة وإيران لدى ظهور أميرى بعد اختفاء 14 شهرا فى ملابسات وظروف غامضة، وجاء أول تداعيات القضية على لسان مسؤولين أمريكيين أكدوا لصحيفة «واشنطن بوست» أمس أن وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سى. آى. إيه) دفعت للعالم النووى الإيرانى 5 ملايين دولار فى مقابل تقديم معلومات عن برنامج طهران النووى.
وذكرت الصحيفة أن أميرى الذى وصل إلى طهران فى ساعة مبكرة من صباح أمس غير ملزم بإعادة الأموال لكنه قد لا يستطيع الوصول إليها بعد أن أنهى «تعاونا ملموسا» مع الوكالة وعاد إلى وطنه.
وأوضحت «واشنطن بوست» نقلا عن مسؤولين طلبوا عدم الكشف عن هوياتهم قولهم إنهم يعتقدون أن مغادرة أميرى المفاجئة للولايات المتحدة ربما ترجع إلى قلقه من أن تؤذى الحكومة الإيرانية أسرته.
وجاء تقرير «واشنطن بوست» فى أعقاب اتهامات وجهتها إيران إلى ال«سى آى إيه» بخطف أميرى الذى كان يعمل لدى هيئة الطاقة الذرية الإيرانية قبل عام أثناء تأدية العمرة فى السعودية ، وعاود الظهور فى قسم رعاية المصالح الإيرانية بالسفارة الباكستانية فى واشنطن يوم الاثنين الماضى إلا أن واشنطن نفت ذلك وأصرت على أن أميرى كان يعيش حرا فى الولايات المتحدة.
ومن جانبه، أعلن أميرى انه لم يكن يعمل فى المجال النووى ، وقال للصحفيين فى مطار طهران الدولى لدى استقباله أمس: «ليس لى أية علاقة بنانتز وفوردو (موقعين لتخصيب اليورانيوم)، وهذه كانت لعبة من الحكومة الأمريكية لممارسة ضغط على إيران».
وأضاف: «لم أقم بأى أبحاث فى المجال النووى وأنا باحث بسيط أعمل فى جامعة مفتوحة أمام الجميع وليس فيها أى سر».
وكان أميرى اتهم المخابرات الأمريكية بخطفه قبل نحو 14 شهرا.. وقال «إنه تعرض للتعذيب الجسدى والنفسى» بعد أن شرح لدى وصوله إلى طهران طريقة اختطافه فى المدينة المنورة بالسعودية ونقله إلى مكان مجهول ثم حملته طائرة عسكرية إلى أمريكا.
وأضاف العالم الإيرانى أنه تم الضغط عليه للإدلاء بتصريحات لوسائل الإعلام يعلن فيها أنه لجأ إلى أمريكا بمحض إرادته وجلب معه وثائق مهمة ولاب توب يحتوى على وثائق نووية سرية ، وأكد أميرى أن الأمريكيين كانوا يهددونه فى حالة عدم تعاونه بأنهم سيسلمونه إلى إسرائيل، مشيرا إلى أن محققين من «الكيان الصهيونى» شاركوا فى جلسات التحقيق معه.
وأوضح أن الإدارة الأمريكية عرضت عليه مبلغ 50 مليون دولار مقابل التعاون مع أجهزتها الاستخباراتية والإدلاء بمعلومات كاذبة ضد إيران.
وردا على تصريحات وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون حول لجوئه إلى الولايات المتحده «متطوعا»، قال أميرى: «إننى أستغرب هذه التصريحات ولدى وثائق تثبت أننى اختطفت بالفعل من قبل الاستخبارات الامريكية وسأرفع دعوى قضائية ضد الولايات المتحدة عبر المؤسسات الدولية لأننى تعرضت إلى مضايقات نفسية عديدة».