دخلت سفينة الأمل الليبية ميناء العريش البحرى، ظهر أمس، عقب ساعات طويلة من الانتظار داخل غاطس الميناء، انتظاراً لتعليمات مؤسسة القذافى الخيرية، وهو ما تسبب فى حالة استياء شديدة لدى المسؤولين عن ميناء العريش بسبب انتظارهم ساعات طويلة على أهبة الاستعداد لتفريغ حمولة السفينة والتى تبلغ 1517 طناً من المقرر أن يتم تفريغها وتوجيهها حسب نوعيتها إما إلى منفذ رفح أو منفذ العوجة. وأكد مصدر مسؤول بميناء العريش البحرى أن حمولة السفينة، من المواد الطبية وبرفقتها الوفد المكون من تسعة أفراد، ستتوجه إلى قطاع غزة عبر ميناء رفح البرى مباشرة، فيما تتوجه الشاحنات المحملة بالمعونات الغذائية إلى ميناء العوجة. من جانبها، أكدت مؤسسة القذافى العالمية للجمعيات الخيرية والتنمية أن رحلة سفينة «الأمل» للمساعدات الإنسانية نجحت فى انتزاع جملة من التنازلات لصالح الفلسطينيين المحاصرين، بما فيها السماح بإدخال مواد البناء من أسمنت وحديد لإعادة إعمار غزة، ونقل المرضى للعلاج خارج القطاع، وهو ما كان مرفوضاً باستمرار. كما تمت الموافقة أيضا «على السماح لليبيا بإنفاق مبلغ 50 مليون دولار كانت تعهدت بها فى قمة قطر لتنفيذ مشاريع إسكانية» فى القطاع»، وفقاً لبيان تلاه المدير التنفيذى للمؤسسة ووزع على وسائل الإعلام المحلية والعالمية، أمس الأول، فى طرابلس. وأشارت المؤسسة إلى أن «الاتصالات متعددة الأطراف» نجحت أيضا فى الحصول على الموافقة على تنفيذ مبادرة المؤسسة المتعلقة بتوفير عدد 500 مسكن جاهز كدفعة أولى على وجه السرعة قبل حلول فصل الشتاء. وأوضحت المؤسسة، التى يرأسها سيف الإسلام نجل الزعيم الليبى معمر القذافى، أنها وافقت على تغيير مسارها والتوجه إلى العريش بدلا من غزة بعدما تمكنت من «تحقيق مكاسب للفلسطينيين» وصفتها بأنها «لم تكن حتى موضع حلم». وقال المدير التنفيذى للمؤسسة يوسف رضوان إنه «انطلاقا من حرصنا على سلامة جميع الأشخاص الموجودين على متن السفينة قررنا أن تتوجه السفينة إلى ميناء العريش لإفراغ حمولتها هناك». وأشار رضوان إلى أن السفينة قبلت التوجه إلى العريش بعد تدخل وسيط أوروبى وبعد الحصول على تنازلات من الجانب الإسرائيلى، مؤكداً أن «الهدف وراء تنظيم رحلة سفينة الأمل هو الحرص على إيصال مساعدات إنسانية وتخفيف معاناة الشعب الفلسطينى المحاصر وتقديم أكبر دعم ممكن له، ولم يكن لتحقيق دعاية إعلامية أو القيام بعملية استفزازية». فى سياق متصل، قالت إدارة قافلة «أنصار 1» الأردنية المتجهة إلى غزة عن طريق مصر إن السلطات المصرية أبدت «توجهات إيجابية» فيما يتعلق بإكمال رحلتها نحو القطاع المحاصر إلا أن النقابات الأردنية أعلنت أن السلطات المصرية رفضت دخولها. وكان رئيس القافلة الدكتور عبدالفتاح الكيلانى قال فى وقت سابق فى مؤتمر صحفى ظهر الأربعاء فى العقبة، إن مجمل الاتصالات بين مسؤولين أردنيين ومصريين انتهت لوجود عدم ممانعة لدخول «عدد محدود» من المتضامنين، ورفض نهائى لدخول 26 سيارة قدمها الشعب الأردنى كهدية للمحاصرين. وأضاف الكيلانى: «أوضحنا للإخوة المصريين، عبر جميع المستويات، أننا لا ننوى تحدى أى طرف، وأن هدفنا إكمال رحلتنا الإنسانية وتحقيق هدفها السامى». من جانبه، نفى السفير عمرو أبوالعطا، سفير مصر فى الأردن، أن يكون قد تلقى أى طلب من أى جهة أردنية للقائه بشأن قافلة مساعدات يتم تنظيمها حاليا من الأردن إلى قطاع غزة عبر ميناء نويبع أو خط سير هذه القافلة أو دخولها الأراضى المصرية. فيما أكد القنصل المصرى فى العقبة بهاء الدسوقى أن الآلية المصرية لدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة تم إبلاغها لجميع الدول، وتتمثل فى دخول تلك المساعدات إما عن طريق ميناء العريش البحرى أو ميناء العريش الجوى، ولا توجد قوافل برية للمرور عبر الأراضى المصرية من أى مكان آخر. وقال الدسوقى، مساء الأربعاء، إنه التقى مسؤولى قافلة «أنصار 1» الأردنية، وأبلغهم بالآلية المصرية المتبعة لدخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة والتى أعلنتها مصر وأبلغتها لجميع الدول. لكن رئيس القافلة الدكتور عبدالفتاح الكيلانى قال إن الدسوقى رفض إعطاء موعد للرد على عرض رئاسة القافلة وطلب انتظار الرد من القاهرة، مضيفاً أن لقاءات تمت مع مسؤولين فى القنصلية المصرية بالعقبة تشير إلى قرب إبحار القافلة إلى ميناء نويبع فى الطريق إلى غزة. وأضاف الكيلانى أن الوفد قدم للمسؤولين المصريين اقتراحات تشمل إعادة المركبات المشاركة فى القافلة إلى عمان وإدخالها إلى غزة بوسائل أخرى، منها الهيئة الخيرية الأردنية الهاشمية، وإدخال المشاركين فى القافلة على دفعات برفقة سيارتى إسعاف وبعض المساعدات المادية الرمزية.