بينما تداعيات نتائج الثانوية العامة مستمرة، خاصة نتائج المرحلة الثانية «سنة الفراغ» التى كانت أعداد الطلاب فيها أقل 9 مرات من العدد الطبيعى كل عام، ثم رسب نصفهم تقريباً فى الامتحانات، بما يعنى أن الجامعات والمعاهد ستستقبل حوالى 10% فقط من طاقتها الاستيعابية الطبيعية، وجدت أنه من المناسب عرض اقتراح فيه قدر من الوجاهة يروّج له جروب على «فيس بوك» يضم من يصفون أنفسهم ب«ضحايا الثانوية العامة». يبنى هؤلاء اقتراحهم على أن الانخفاض الكبير فى عدد المتقدمين للجامعات فى العام الدراسى الجديد سيؤدى إلى إهدار جزء كبير من إمكانيات الجامعات والمعاهد، وسيستمر ذلك لسنوات حتى تتخرج هذه الدفعة بعد أربع أو خمس أو سبع سنوات حسب الكلية، ويعتقد هؤلاء أيضاً أنه بعد تخرج هذه الدفعات سيأتى عام تعانى فيه بعض القطاعات عجزاً نتيجة عدم وجود خريجين مؤهلين بالعدد الكافى فى بعض التخصصات مثل الطب والتمريض والهندسة والتكنولوجيا. ويقترح هؤلاء فتح باب الجامعات للطلبة الحاصلين على الثانوية العامة فى السنوات الخمس التى تسبق سنة الفراغ، وأن يكون لهم تنسيق توافقى خاص بهم، دون مزاحمة الطلاب الجدد، وأن يتيح لهم ذلك تحسين أوضاعهم ورغباتهم، وفى الوقت نفسه تشغيل «ماكينة التعليم الجامعى» بالعدد الكافى من الطلاب الذى يضمن تشغيل هذه الماكينة وعدم إهدار طاقاتها من معدات وهيئات تدريس، ويضمن كذلك تجريب دفعة متوسطة العدد، لا تعانى تكدساً مثل باقى الدفعات، ولا تعانى كذلك فراغاً كبيراً، ربما يجعل بعض الدفعات فى بعض الكليات لا يزيد عددها على أصابع اليدين. هذا الاقتراح مسموح به قانونيا، خاصة أن قانون التعليم العالى يعطى للحاصل على الثانوية العامة الحق فى الالتحاق بأى نوع من أنواع التعليم العالى خلال خمس سنوات من حصوله على شهادة الثانوية العامة، وتوجد فائدة أخرى مهمة وهى أن هذا الاقتراح سيؤدى إلى إعادة توزيع أعداد الطلبة المنتظمين حاليا فى الكليات والمعاهد وتخفيف الكثافات لجميع السنوات فى جميع الجامعات والمعاهد خلال السنوات المقبلة. وبالإضافة لحله مشكلة سنة الفراغ وسد حاجة المجتمع واستغلال كامل طاقة هيئات التعليم الجامعى من أبنية ومعامل وقاعات للمحاضرات وأعضاء هيئة تدريس، سيكون هذا الاقتراح وسيلة لتخفيف المعاناة النفسية والذهنية لطلبة الثانوية العامة فى السنين السابقة الذين لم يحالفهم الحظ فى دخول الكليات التى كانوا يرغبون فى دخولها. وأعدل طريقة لتنفيذ هذا الاقتراح، حسب أصحابه، هو تحديد نسبة من الأماكن فى الجامعات والمعاهد للحاصلين على الثانوية 2010 تتناسب مع عددهم مقارنة بأعداد الحاصلين على الثانوية العامة فى السنين السابقة، وهذه النسبة ستكون تقريبا 10%، أما بالنسبة للمتقدمين من السنوات الأربع الماضية فيتم تقسيم ال90% من عدد الأماكن المتبقى بينهم بالتساوى، أى يكون لكل سنة تنسيق خاص بها. الأرجح أن هذه الأفكار تستحق المناقشة، وفيها حل على عدة مستويات لأكثر من مشكلة..! [email protected]