لا يمكن قراءة ما كتبه الدكتور عبدالمنعم سعيد فى «أهرام السبت» على الصفحتين الأولى والخامسة دون أن تطالع صورته سعيداً على الصفحة (13) متوسطاً أحمد المغربى، وزير الإسكان، وحسن حمدى، رئيس إعلانات الأهرام، مفتتحاً معرض الأهرام (عقارى 3).. صورة الدكتور سعيد تفرح القلب الحزين، وقلبى اليوم حزين على مصادرة الكاتب الليبرالى على المطلوب من حوار جاد مثمر أثارته سطور «رسالة العمران» التى خطها كحية تسعى فى الأرض الخراب، ونسى أن هناك دوماً عصا موسى تلقف عصيهم وما يزعمون. استهدفنى الدكتور بمقال كومبو (حجم عائلى)، وعلّم على اسمى بمداده، الأسود واصفاً شخصى جمعاً وقصراً «البعض يفضلونها بائرة» ولأنى فلاح ابن فلاح متربى فى الطين أعرف شناعة أن يتهمك مطور سياسى بتبوير الأرض، والأرض البايرة كالبنت البايرة تكسر النفس، بعض الجميلات تبور، من كثرة خطابها بارت، بعض الأراضى تبور، من كثرة مطوريها بارت. وصفاً بوصف، البعض يريدها سداح مداح، على البحرى، يعنى تفتح الضبعة على سيدى عبدالرحمن كنوع من التطوير، والبعض يفضلها على طريقة «إدى العيش لخبازيه ولو أكلوا نصه»، وبالقياس الفاسد «اعط الأرض لمطوريها ولو سقعوا نصها» المهم – كما يقول الدكتور ألا نضيع الفرص «الجريمة الحقيقية التى تجرى على أرض مصر ليست التى نشاهدها فى المحاكم وإنما فى حجم الفرص الضائعة وتكلفتها..» والدكتور يعلم أننا ما ضيعنا فرصاً قط، لأن المطورين لم يتركوا لنا فرصة، شبر ندفن فيه، قائمة انتظار المقابر بمحافظة القاهرة وحدها 32 ألف ميت على قيد الحياة، «ابنى مقبرتك» مشروع عقارى جديد. عادة لأفضل الرد مرتين على مقالة واحدة، ورغم أن مقالة الدكتور سعيد «البعض يفضلها بائرة» منشورة قبل أسبوع تحت عنوان «رسالة العمران» سأرد على خشونته البالغة فقط لا غير. أولاً: المطور العقارى إبراهيم كامل لم يغبر قدميه فى طريق زينهم لتأدية رسالة اجتماعية كما تلمح سعادتك، ولكن بحثاً عن دور فى الركاب، ودليلى أن يديه المطورتين لم تمتدا إلى «عين الصيرة» التى وصفتها بالقبح، تعرف لماذا؟ لأنه يطور منطقة الضبعة سياحياً، أرض البرنامج النووى، يصادر الحلم.. البعض يفضلها منتجعات سياحية. ثانياً: احتساب «المقاولون العرب» مطوراً على طريقة مطورى المدرسة السعيدية، فيه ظلم فادح ل«المقاولون» كشركة وطنية محترمة ومحترفة لا تسطو على أرض، ولا تسقع أرضاً، شركة ترعوى لخطط الدولة وحاجاتها الاستراتيجية، وتسهم بفوائضها الربحية فى تلبية متطلبات الأمن الاجتماعى فى «العجوزة».. البعض يفضلها شركات وطنية. ثالثاً: تقول «نعم فى كل أمر تأتى كلمة القانون وحكمه فهو فوق وقبل وبعد كل شىء» ونقول دفاعكم عن العمران فى مصر ليس فوق وقبل وبعد كل شىء، المصلحة الوطنية العليا المتمثلة فى الأمن الاجتماعى فوق وقبل وبعد كل شىء، الدفاع عن العمران هو الدفاع عن حق كل مصرى فى أربعة جدران، وليس حق كل مصرى فى قصر فى 6 أكتوبر. رابعاً: يا دكتور لست هدفاً، ولا أنا قناص أتبضع ضحايا، كانت مناقشة عابرة، فقط أنت من مدرسة تفتح الأسواق لهجوم الفيلة فتسحق الهامات بقوانين السوق، وأنا من مدرسة أبحث فيها عن أربعة جدران فقط تصون العرض، تلم لحمنا فى عرض الطريق. خامساً: الأسماء الكريمة التى تجاهلتها فى مقاليك الأول والثانى ذكرها للتدليل ليس عيباً، ليس بحثاً عن عصمة لحديث خارج الموضوع، بل هى فى صميم المشروع، مشروع مبارك لإسكان الشباب، هو ما تتجاهله، مشروع زينهم هو ما تستنكفه، مشروع العجوزة هو ما ترفضه، لأنها مشروعات خارج سياق «رسالة العمران».. وحديثنا إليكم يعبر عن ود عميق ليس تشهيراً ولا سفكاً للدماء، ولا حتى بمناسبة معرض الأهرام العقارى.