أكثر ما أسعدنى خلال المونديال هو خروج الكبار وصعود إسبانيا وهولندا إلى النهائى والفرصة المتاحة لكليهما للفوز بالكأس لأول مرة وإنهاء احتكار السبعة الكبار وسيطرتهم منذ 80 عاماً على مقدرات المونديال: البرازيل وإيطاليا وألمانيا والأرجنتين وأوروجواى وإنجلترا وفرنسا، وفى الوقت نفسه أحزننى خروج غانا من دور الثمانية وإهدار لاعبيها فرصة العمر وشرف وصول منتخب أفريقى لأول مرة إلى الدور قبل النهائى، وهو ما تكرر من قبل مع المنتخب الذهبى للكاميرون فى مونديال إيطاليا 90 بعد الهزيمة أمام إنجلترا فى الدور نفسه 3/2 فى الوقت الإضافى، وأعتقد بناء على متابعتى أن غانا كان بمقدورها الوصول ليس إلى الدور قبل النهائى فقط بل اللعب المباراة النهائية أمام ألمانيا فقد كان الطريق أمامها سهلاً نظراً لتدنى المستوى الفنى للغالبية العظمى للفرق المشاركة، حتى إن مونديال جنوب أفريقيا برأى الخبراء كان الأسوأ فنيا فى التاريخ، وأعتقد أن الفرق الأفريقية- مثل غانا والكاميرون- رغم تفوقهم فنيا وبدنياً إلا أنهم يفتقدون الخبرة والتوازن النفسى، والأهم روح الفوز واللعب على اللقب وليس الوصول أو التوقف عند دور الثمانية أو حتى الدور قبل النهائى. ولنعد إلى مصر فقد أذهلنى الكم الهائل من المحللين الذين انتشروا على حساب الصحفيين فى كل وسائل الإعلام للتعليق على مباريات المونديال والتعرض لطرق اللعب وانتقاد المشاهير من النجوم والمديرين الفنيين، حتى من سبق لهم الفوز بالكأس وكتبوا أسماءهم بحروف من ذهب فى سجل المونديال من أمثال مارادونا وليبى ودونجا، رغم أن الغالبية العظمى من هؤلاء المحللين من فئة المدربين أو اللاعبين السابقين الفاشلين، واعتماد كل وسائل الإعلام على نشر أخبار المونديال على وكالات الأنباء مع جلب معظم الصور المنشورة على شبكة المعلومات، بل وصل الأمر فى المواقع الإلكترونية لبعض الصحف إلى إعادة أهداف المباريات دون وجه حق أو سند قانونى، ولم يفكر أحد رؤساء تحرير الصحف الكبرى أو فى التليفزيون الذى يتشدق دائماً بالريادة والتاريخ فى إرسال مراسل أو أكثر لمتابعة الحدث الكبير فى جنوب أفريقيا. ■ سؤال برىء لمسؤولى نادى الزمالك: لماذا التسرع فى التعاقد مع عصام الحضرى؟ وما الفائدة التى ستعود على النادى من ضمه، وقد بلغ الثمانية والثلاثين من عمره، فضلاً عن إيقافه من المحكمة الرياضية الدولية ووجود عبدالواحد السيد وهو من وجهة نظرى كان أحسن لاعبى الفريق فى الموسم الماضى دون منازع؟ وكيف سيكون الوضع إذا أصيب لا قدر الله الحضرى وعبدالواحد؟ ■ عتاب رقيق للزميل ياسر أيوب بعد المداخلة الهاتفية التى أجراها معى من روما خلال برنامجه التليفزيونى ووصفنى خلالها بأننى مدير مكتب الأهرام بروما وهو المنصب الذى شرفت به منذ عام 1990 وانتهى بعودتى إلى القاهرة والكتابة فى «المصرى اليوم» تنفيذا لقرارات رئيسى مجلس إدارة الأهرام السابق والأسبق بإغلاق مكاتب المؤسسة بالخارج وعودة الغالبية العظمى من المديرين والمراسلين والذى وصفه مسؤول سياسى كبير بقوله «كان من الأولى أن تقوم وزارة الخارجية بإغلاق سفاراتها وقنصلياتها بالخارج!!» ومن الغريب أن مسؤولى الأهرام الحاليين مازالوا يتشدقون بأن إحدى مزايا الأهرام مكاتبه ومراسلوه فى الخارج، بل ينشرون أسماءهم وعناوين وأرقام الهواتف والفاكسات حتى الآن فى الطبعة الدولية رغم قرار الإغلاق المتسرع منذ عام 2007!!