أكد مسؤول إماراتى بارز أن نمو المسافرين فى صناعة الطيران بمنطقة الشرق الأوسط فاق نمو المناطق الأخرى فى الأعوام الأخيرة، مشيراً إلى أن المؤشرات الحالية تؤكد ارتفاعاً فى نشاط الحركة الجوية مع تعافى الاقتصاد العالمى من تداعيات الأزمة العالمية. وقال محمد مطر، نائب رئيس أول خدمات المطار فى طيران الإمارات، إن صناعة الطيران فى المنطقة استطاعت الصمود أمام الركود وقدمت أداءً أفضل من معظم الأرقام التى أظهرها خبراء وجهات معنية بسوق الطيران، موضحاً أنه رغم أن عدد المسافرين فى المنطقة انخفض فى النصف الأول من 2009، لكنه سرعان ما أظهر استقراراً فى الوقت الذى كانت فيه شركات الطيران الأوروبية والأمريكية لاتزال تعانى من تداعيات الأزمة. وسجلت صناعة الطيران فى منطقة الشرق الأوسط نموا فى أعداد المسافرين خلال 2009 بلغ 11.2 %، فى الوقت الذى سجلت فيه صناعة الطيران ككل انخفاضاً بنسبة 3.5 %، وتوقع الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا» أن تعود جميع القطاعات التجارية فى العالم باستثناء أوروبا إلى الربحية فى 2010. وقال مطر فى مقابلة مع ل«المصرى اليوم» فى دبى إن أغلب شركات الطيران العالمية برهنت على قدرتها على تجاوز الأزمة من خلال المزيد من التوسع، وفتح جهات وشراء طائرات جديدة، مشيراً إلى أن الصفقة الأخيرة لمجموعة طيران الإمارات بإعلانها طلبية لشراء 32 طائرة إيرباص جديدة من طراز «إيه 380» بقيمة 11.5 مليار دولار تؤكد ذلك. وتشير تقديرات شركة «بوينج» المنتجة للطائرات إلى أن منطقة الشرق الأوسط بحاجة إلى أكثر من 1700 طائرة جديدة تصل قيمتها إلى 300 مليار دولار خلال الأعوام العشرين المقبلة. وستكون هذه الطائرات ضرورية لتوفير خدماتها إلى المسافرين الذين يتوقع أن يصل متوسط نموهم إلى 6.6 %. وتحظى دبى بمطار هو الأكبر فى منطقة الشرق الأوسط استقبل 42 مليون مسافر فى 2009، فيما يتوقع أن يرتفع هذا الرقم إلى 46 مليون مسافر فى 2010 وإلى 100 مليون مسافر فى 2020. كان مجدى صبرى، نائب الرئيس للشرق الأوسط وشمال أفريقيا فى الاتحاد الدولى للنقل الجوى «إياتا»، قد أكد أن منطقة الشرق الأوسط حققت خلال السنوات الخمس السابقة نسب نمو مزدوجة فى حركة النقل الجوى، مما أدى إلى مضاعفة حصة المنطقة من الحركة الجوية العالمية من 5% فى عام 2001 إلى 10% فى عام 2008، وقد شهدت هذه المنطقة كذلك استثماراً غير مسبوق فى أساطيل الطائرات والبنية التحتية. من جهتهم، حذر محللون من أن هذه الطاقة الاستيعابية الفائضة فى الناقلات الجوية الخليجية ستضر بالربحية، مشيرين إلى أنه رغم أن منطقة الشرق الأوسط تجاوزت بقية مناطق العالم من حيث نمو المسافرين العام الماضى، فإن عوامل نمو عدد المسافرين فى المنطقة لاتزال متأخرة تبعاً للمعدلات العالمية. وأشاروا فى تصريحات لمجلة «ميد» الاقتصادية إلى أن العقد الماضى شهد طفرة فى النمو الاستثنائى بالنسبة لصناعة الطيران فى الشرق الأوسط، لكنها لاتزال فى البداية، معربين عن اعتقادهم بأنه حال استقر الانتعاش الاقتصادى فى 2010، فإن الأعوام المقبلة ستشهد موجة جديدة من التوسع من قبل اللاعبين الأساسيين فى السوق.