اليوم، الخميس، اتفقنا فيه أن تكتب أنت وأقرأ أنا، فتعال نقف فى حتة ضل واحكى لى لكن ليس على طريقة «المفهماتى».. و«المفهماتى» وظيفة ظهرت مع ظهور السينما الصامتة وكان يقف على كرسى يمين الشاشة يشرح للمتفرجين ما يشاهدونه على الشاشة كما يفعل معلق الكرة الآن.. البطل الآن يقول للبطلة «أحبك» وهى تقول له «حبك برص» ويستمر المفهماتى.. البطل الآن فى منزل البطلة يطلب إيدها وواخد معاه جاتوه وسندويتشات وباكو معسل وطبعاً كلها «بلاستيك» علشان التصوير وعندما يكتشف أبوها أنها بلاستيك يرفض ويضرب البطل ويطرده فيبكى ويغنى (جئت لا أعلم من أين ولكنى أتيت).. وبمرور السنوات أصيب المفهماتى بالملل فأصبح لا ينظر إلى الشاشة ويحكى من عنده.. تظهر على الشاشة البطلة مريضة ونائمة على السرير والطبيب يشير لأهلها (انتم كنتم فين دى ميتة من أول الفيلم) بينما المفهماتى يقول إن البوليس الآن يقبض على العصابة فيحتار المتفرجون هل يبكون مع الشاشة لموت البطلة أم يصفقون مع المفهماتى للقبض على العصابة، ومع ظهور السينما الناطقة اختفى «المفهماتى» من قاعات السينما ليظهر على صفحات الصحف وشاشات التليفزيون نعيش فى خراب فيحدثنا عن التعمير، وفى فساد فيحدثنا عن الشفافية، وفى استبداد فيحدثنا عن الديمقراطية وهل رأى الحب سكارى مثلنا طبعاً لأ.. ويظهر (2) مخبرين فيقول أنهما (لوريل وهاردى) حضرا لإضحاكنا.. وأصبحنا فى عصر المفهماتية.. مفهماتى دين يخرج عن النص، ومفهماتى كروى يشرح لك مباراة بترول أسيوط أثناء ماتش هولندا، ومفهماتى استراتيجى تحدثه عن «غزة» فيرسم لك خريطة «دارفور» وممثل يعلمك السياسة وسياسى يمارس التمثيل وكله واقف على كرسى يمين الشاشة مثل أخرس يشرح فيلماً صامتاً والجمهور حائر هل يبكى أم يصفق.. فى فيلم «طاقية الإخفاء» يسأل «توفيق الدقن» (العلبة فيها إيه؟) فيرد «عبدالمنعم إبراهيم» (العلبة فيها فيل) فيعاود «الدقن» السؤال (البلد فيها إيه؟) فيرد «عبدالمنعم» (البلد فيها عمران).. عموماً أنا خلصت خلاص اتفضل حضرتك إكتب. [email protected]