فاروق جعفر يكتب: قراءة فنية فى مباراة البرازيل وشيلى.. «السامبا» أعطت درساً جديداً فى تسجيل الأهداف من «لمسة واحدة»

■ استحق المنتخب البرازيلى التأهل لدور ال8 بأسهل فوز على منتخب شيلى بثلاثية نظيفة ليواجه الطاحونة الهولندية فى لقاء خارج التوقعات.. لاعبو السامبا قدموا درساً جديداً فى كرة القدم وهو كيفية التغلب على المنافس والوصول إلى المرمى بأقل التمريرات وأسهل الطرق..
 فالأهداف الثلاثة التى أحرزها جوان وفابيانو وروبينهو جاءت من تمريرات من لمسة واحدة، ولكن ساعد على هذا الأداء الطريقة التى لعب بها منتخب شيلى الذى نزل إلى أرض الملعب خائفاً ومتوقعاً الهزيمة فانهار لاعبوه بعد الهدف الأول، كما أن الأهداف الثلاثة جاءت أيضاً من أخطاء للاعبى شيلى، حيث اعتمد البرازيليون على الهجمات المرتدة التى سهلت من مهمتهم فى حسم اللقاء.
>> الفارق بين البرازيل وشيلى فى هذه المباراة هو فى الطريقة التى لعب بها كل فريق، فالسامبا اعتمدوا على الهجمات والتمريرات الطولية صوب مرمى المنافس..بينما اكتفى منتخب شيلى بالتمرير العرضى فقط والانتشار بعرض الملعب دون تشكيل خطورة هجومية على مرمى الحارس البرازيلى سيزار.. تماماً مثل أن يكون شخص استقل طائرة فى سفره وآخر استقل قطاراً للوصول إلى الهدف نفسه.. فمنتخب البرازيل هو الطائرة التى تصل إلى الهدف فى أسرع وقت.
■ استوقفنى مارسيللو بييلسا، المدير الفى لمنتخب شيلى، لأنه أحد العناصر الأساسية التى منحت السامبا الفوز بالثلاثة.. لأنه فشل فى التعامل مع المباراة، وأجرى تبديلين فى الشوط الثانى دفعه واحدة أفقد بهما الفريق نشاطه وتركيزه الهجومى.. كما أن انفعالاته خلال المباراة تسببت فى فقدان اللاعبين تركيزهم..
ولم نجد لهم أى شراسة هجومية طوال المباراة، بالإضافة إلى أن الخبرات الهجومية للاعبى البرازيل كان لها دور كبير فى القضاء على الرغبة الهجومية للمنافس.. فالملاحظ فى المباراة أن لاعبى شيلى لم تتح لهم فرص حقيقية على مرمى سيزار بينما وصل البرازيليون إلى مرماهم 6 مرات أحرزوا منها ثلاثة أهداف.
■ لكن المنتخب البرازيلى سيجد صعوبة أمام الطاحونة الهولندية إذا لعب بالطريقة نفسها، لأن هولندا تملك القدرات الدفاعية والتمركز السليم فى وسط الملعب الذى يفسد أى مهارات فردية.. ولكن تتفوق البرازيل دائماً بالحلول الفردية لكاكا وروبينهو وفابيانو..
وأشعر بأن البرازيل تسير بخطى ثابتة نحو اللقب، ولكن قد تجد صعوبة نسبياً إذا واجهت الأرجنتين فى النهائى لأنها تعتمد على الأسلوب نفسه وهو التمركز السليم والمهارات الفردية، خاصة للنجم ليونيل ميسى الذى يعد المحور الرئيسى للفريق خلال البطولة.