إلى الأستاذ والمفكر الإسلامى جمال البنا لا تيأس ولا تحزن فأجرك على الله.. هكذا هو حال الناس دائماً إيذاء كل دُعاة التجديد ونبش المسكوت عنه، فى أمر الدين الحنيف، فالأصل فى الدين الحل وليس التحريم، فأمر الدين عظيم وعلمه غزير، فكما قال على بن أبى طالب رضى الله عنه: كلما أدبنى الدهر.. أرانى نقص عقلى.. وإذا ما زدت علماً.. زادنى علماً بجهلى.. ولن يشاد هذا الدين أحد إلا غلبه.. فالدين دائماً غالب لا مغلوب، وكما قال الرسول الكريم: (هلك المتنطعون) أى هلك المتشددون المتعمقون ورددها ثلاثاً.. فكرك يا أستاذنا الجليل الذى أول ما يتسم بالديناميكية مختلطة بالوسطية، وأن (إعمال العقل) جل ما فيه، لا يخرجك بكل تأكيد عن جموع المجتهدين، فمن أخطأ فله أجر ومن أصاب فله أجران.. ما أحوجنا الآن يا سيدى وبعد انتشار الفساد فى البر والبحر إلى الدُعاة أمثال الإمام العز بن عبدالسلام، الذى وقف ذات يوم فى وجه قطز والى مصر، الذى كان قد أمر بجمع الأموال وزيادة الضرائب على الرعية لملاقاة جيوش التتار، فطالبه الإمام بألا يأخذ من أموال الناس شيئاً قبل إفراغ بيت المال، وأن يخرج الأمراء والتجار من أموالهم وذهبهم بما يتناسب مع غناهم حتى يتساوى الجميع فى الإنفاق، فنزل قطز على رأى ابن عبدالسلام فكان النصر من عند الله.. أما علماء اليوم بما ورثوه عن علماء الأمس، وليس الأمس ببعيد، إنهم يدعون للحكام من فوق المنابر وكأنهم أنبياء معصومون فلا فساد ولا تزوير فهذا كلام الموظفين وليس العلماء!! وهؤلاء غاية شغلهم أمر الحجاب والنقاب، وأن الإسراف فى الماء حرام.. فما قولهم إذاً فيمن يلوث الماء؟ ومبلغ علمهم أن من مات غريقاً فى طريقه لسواحل بلاد الروم طالباً العمل والحياة الكريمة ليس بشهيد!! وتقف الفتيا عند هذا الحد المتسم بالنمطية والاستهلاك دون ذكر شئ عمن دفع بهذا الغريق حتى يغرق؟ يا أيها الأستاذ تكلم واستمر فى التفكير.. فما أصدقك حين تذكر قول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الشريعة هى العدل. [email protected]