المعلق الألمانى استاء من عدم احتساب الهدف الإنجليزى

حظى لقاء ألمانيا وإنجلترا فى دور ال16 باهتمام جماهيرى أوروبى لمشجعى الساحرة المستديرة لا يقل عن ذلك الاهتمام الذى حظيت بها مباريات مصر والجزائر فى العالم العربى الاهتمام لم يكن شعبياً فقط بل حتى على مستوى الاتحاد الدولى لكرة القدم واللجنة المنظمة والأمن الجنوب أفريقى، بسبب العنف المعروف من قبل المشجعين المتعصبين البريطانيين، المعروفين باسم «هوليجانز»، وتعنى بالعربية «الغوغاء».
توالت تصريحات متوعدة من قبل بعض اللاعبين الإنجليز ومنهم «رونى» بأنهم يتمنون لقاء ألمانيا فى دور الثمانية ليهزموها، مع إشارة النقاد البريطانيين إلى ضعف الفريق الألمانى وسهولة هزيمته، ورد الألمان بالمقابل أن الفيصل هو الملعب، ثم علق فرانز بيكنباور منتقداً ما سماه ب«غباء الإنجليز» وعدم صعودهم على رأس مجموعتهم لتفادى ملاقاة ألمانيا، إلى جانب تغيب المدرب الألمانى «يواكيم لوف» عن المؤتمر الصحفى الذى يعقد قبل المباراة مما أثار غضب مسؤولى الاتحاد الدولى لكرة القدم.
ووصل الأمر إلى ذروته صباح يوم المباراة مع قيام بعض الصحف الإنجليزية بالحديث عن المباراة باعتبارها نوعاً من «الحرب»، وهو ما اعتبره بعض المحللين تحويراً يعبر عن رقى الشعوب لعبارة الجنرال الألمانى كلاوسفيتز الشهيرة.. «الحرب هى استمرار السياسة، ولكن بوسائل أخرى» إلى «كرة القدم هى استمرار للحرب ولكن بوسائل أخرى»!
رغم ذلك، يدور الأمر كله حول منافسة كروية، وليست سياسية، فقد تجمع عشرات الملايين من الألمان لمشاهدة المباراة فى المقاهى والسينمات التى فتحت أبوابها للجمهور مجاناً، وشاشات العرض الهائلة التى شهدت مشاركة 500 ألف مشاهد أمام بوابة «براندنبوج» التاريخية فى برلين.
لكن اللافت للنظر أن التعليق الألمانى كان موضوعياً، لدرجة استياء المعلق من عدم احتساب الهدف الإنجليزى الثانى الذى تجاوزت فيه الكرة خط المرمى الألمانى، مشيراً إلى أن كل الناس رأته ما عدا الحكم ومساعديه، ليطالب الاتحاد الدولى إما بتعيين حكم للخط أو الاعتماد على مشاهدة الإعادة فى الفيديو، بل إنه أصر على أن يفهم اللاعبون الألمان أن العدل أنهم متعادلون 2/2 وعليهم أن يحرزوا أهدافاً أخرى لتأكيد جدارتهم بالفوز.
وبعد المباراة التى تفوق فيها الألمان وأحرزوا فيها هدفين آخرين سلم جميع اللاعبين على بعضهم، وخرج المعلقون واللاعبون الألمان يشيرون إلى أنه لو كان قد تم احتساب الهدف الذى لم يحتسب لربما تغير سير المباراة، بل أشاروا إلى وجود أخطاء واضحة فى أدائهم، وعليهم أن يتلافوها خاصة أن منافسهم القادم هو الأرجنتين، بالمقابل أكد الخبراء الإنجليز وعلى رأسهم اللاعب الشهير السابق جارى لينيكر أن الهدف المحتسب لم يؤثر على النتيجة، وانتقد فريقه بشدة مؤكداً جدارة الألمان بالفوز وأنه لولا الحظ لتعرض لمزيد من الأهداف.
أما الجمهور الألمانى فقد انطلق من المقاهى ودور العرض والشاشات العملاقة ليحتفل بفريقه فى سعادة وفخر بنصرهم وبالذات على منافسهم الإنجليزى اللدود، دون سباب للمشجعين البريطانيين، وعن الهدف الملغى أكد المشجع الألمانى «أوسكار فيرنر» ضاحكاً، أنه هدف واضح ولكنه ربما يكون تعويضاً من القدر لألمانيا عن هدف الفريق الإنجليزى غير الصحيح فى الفريق الألمانى فى نهائى كأس العالم 1966.
وبسؤاله عن عدم وقوع أعمال عنف رغم العداء التاريخى المعروف بين الفريقين، نظر مستنكراً وقال «إنها مجرد مباراة»، وأضاف «حتى لوخسرنا ما المشكلة، إنها رياضة ومنافسة شريفة، وكيف من الأساس تسوء علاقات بلدين عضوين فى الاتحاد الأوروبى، بسبب فوز أحدهما فى مباراة كرة قدم؟!».