أتحدث عن الزواج السعيد ومن فضلك احترس من المظاهر.. هناك مواصفات فى بنات حواء لو توفرت فى واحدة فقد فاز عريسها بالدنيا كلها.. يقول نبى الإسلام، عليه الصلاة والسلام: «تنكح المرأة لأربع: لجمالها وحسبها ومالها ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك».. أو كما قال، فالمهم التربية وأن تكون صاحبة خلق، فالأخلاق تحفظ العوامل الثلاثة الأخرى وتضعها فى مكانها الصحيح. وتخيل معى واحدة حلوة ولكن بلا فرامل، يعنى ما تعرفش ربنا، جمالها فى هذه الحالة سيتحول من نعمة إلى نقمة، ومن فضلك لاحظ شدة تقارب الكلمتين.. لكن الفارق بينهما شاسع فى حياتنا.. فالأولى صاحبة الأخلاق ملكة متوجة بجمالها، بينما الثانية تشبه فندقاً يكثر فيه النزلاء!! فجمالها على الرصيف!! وعشاقها كثيرون! وتقول فى وقاحة: لا أستطيع الاستغناء عن الحب فى حياتى، وقد كذبت فتلك العاطفة النبيلة لا تعنى الانحراف والانحلال، ويا أيها الحب كم من الجرائم ترتكب باسمك!! وننتقل إلى حالة أخرى، فتاة من أسرة عريقة ذات حسب ونسب لكنها ضعيفة الإيمان، ففى هذه الحالة سيصرخ زوجها: آه من حواء!! وهو يشكو حاله وتكبر زوجته وأنفها فى السما لأن أباها فلان وجدها علان!! وفى رأيى أن الزوج مخطئ بالدرجة الأولى، فقد أخذته المظاهر وأنها من عائلة ثرية، ثم اكتشف بعد فوات الأوان سوء اختياره، فليس كل ما يلمع ذهباً، وشريكة عمره «مقلب كبير» بشراسة أخلاقها، ولن يستطيع الفكاك منها إلا بعد دفع ثمن باهظ، وإذا كانت شريعته الدينية تمنعه من الطلاق فسيعيش عمره كله فى شقاء يندب حظه ولا عزاء فى هذه الحالة للإنسان المغفل! وكلامى هذا سالف الذكر ينطبق، وبصورة أقوى وأشد، على من تملك أموالاً! واختارت عريسها بفلوسها! فهو قد تزوجها طمعاً فى ثرائها، ومن الصعب جداً جداً فى هذه الحالة أن نرى زواجاً ناجحاً وثنائياً سعيداً لأن الفلوس بدون فرامل، متمثلة فى الأخلاق وإيمان حقيقى بالله، تؤدى إلى طغيان صاحبها وتكبره، فهو يظن أنه يمكن أن يشترى الدنيا كلها بفلوسه. والخلاصة أن إسلامنا الجميل يرى أن الزواج الناجح يقوم على التوازن بين تلك الأمور الثلاثة.. الجمال والعائلة الطيبة والقدرة المادية المعقولة، فليس بشرط أن تكون العروس ذات جمال صارخ أو مليونيرة أو من عائلة ذات حسب ونسب وتاريخ عريق فى الآباء والأجداد، فالزواج فى كل هذه الأحوال يمكن أن يكون على كف عفريت، ولا يوجد أجمل من البساطة والتواضع، وهذا لن يتحقق إلا بإيمان صحيح يعطى كل ذى حق حقه ويعرف قدر الناس.