سؤال يراودني دائما لعله يكون صحيحا وفي مكانه، هل الشعب المصري ظالما أم مظلوم؟ ولكنني أري الإجابة تقترب من عقلي وتحاول الالتصاق به لتعمي عن عيني حقيقه لن تتغير، والإجابة هي أنه ظالم، ولكني وجدته ظالما لنفسه، أما عن الحقيقة فأنه مظلوم حيث اجتمعت عليه الحكومات كي تعمي عينيه وعقله حتي يستقر النظام الحاكم ولا يستقر الشعب المحكوم، ونسي النظام أنه بدون استقرار الشعب لن يستقر النظام، فكيف لنظام يحكم شعب مدمر تماما وغير مستقر، وهكذا كان الشعب مظلوما وهي الحقيقه أما الإجابة التي تريد أن تعمينا عن تلك الحقيقة أننا شعب ظالم لنفسه وجهول وهذا سبب أساسي فيما نحن فيه الأن من فقر، فكم من العادات والسلوكيات الخاطئه التي يعتنقها المصريين في يومهم ولا يستطيعون التخلي عنها، حيث أن معظمنا لم يكتشف حتي الآن حقيقه هذه العادات وأنها خاطئه ويجب التخلي عنها، ومنهم من يعلم جيدا ولكنه لا يستغني عنها كأحد أمور اللامبالاه أو الاستعباط المفرط، وفي اعتقادي أن معظم هذه العادات والسلوكيات سببا رئيسيا في تخلفنا وفقرنا وإن لم نتخل عنها ستودي بنا إلي الهلاك، فمن أهم وأخطر هذه العادات هو رش المياه، وبرغم المثل المصري القائل (رش الميه عداوة) إلا أن المصريين لا يكفون عن رش المياه في الشوارع والطرق وكأنهم يعادون أنفسهم، ومن المعروف أن المصريين يهدرون أكثر من2 مليار متر مكعب من المياه سنويا، وهذه المياه من المفترض تخزينها للمستقبل والاستفاده منها واستخدامها في زراعه الصحراء التي تحتاج لكل قطره مياه والتي تمثل 96% من مساحه مصر، ودعك من زراعة الصحراء فإنه تحت عنوان "مصر دخلت تحت مستوى الفقر المائي" كتبت جريدة الأهرام:(أن مصر دخلت تحت مستوى الفقر وذلك لوصول نصيب الفرد إلى 960 متر مكعب، و من المتوقع أن يصل نصيب الفرد في عام 2025 مابين 500 إلى 600 متر مكعب)، علما بأن مستوى الفقر المائي مقدر عند 1000 متر مكعب، كما أن نصيب المواطن المصري يعتبر أعلي خمس مرات من نصيب الفرد في دول الخليج الذي يقدر بأقل من150 مترا مكعبا، أليس يستحق ذلك منا شكرا لله وحفاظا علي نعمته وعدم المساس بها بشر، أليس من المفروض علينا كمصريين أن نحافظ علي مياه النيل ولا نلوثها أو نهدرها، الآن رأيت الشعب المصري ظالما فهذه عادة واحدة نخسر منها الكثير والكثير، فما بالكم بالبقية الباقية من العادات والسلوكيات المخربة، والآن أن تكن من المعارضين فعارض الشعب المصري وسلوكياته قبل أن تعارض الحكومة وسلوكياتها فإذا كنا نحن نخرب في بلدنا فما بالنا بهم. بسم الله الرحمن الرحيم "وجعلنا من الماء كل شئ حي". صدق الله العظيم.