حادِثٌ مروِّعٌ أضنانا ألمًا وحزنًا، وأبكانا دمعًا ودمًا، راح ضحيته أكثر من 30زهرة من معين شباب مصر الذي لن ينضب أبدًا، وإصابة عشرات، نتضرع إلى المولى في جوف الليل، أن يعافيَهم في أسرع وقت، لإكمال مسيرتهم والذود عن وطنهم الذي يُروَى بدمائهم وأشقائهم، ما يعكس عزيمة وإصرارًا، لا ريب فيهما، لدى خير أجناد الأرض.. حادث سيناء لن يكون الأخير ما دام هناك خفافيش ظلام، لا تستطيع أن تواجه إلا من وراء حجاب في خسة وندالة لا يُحسدون عليهما، متلفحين بالدين وهو منهم براء، ودماء جنودنا الذكية لن تتوقف، وستظل تروي تراب هذا البلد من دون كلل أو ملل.. خفافيش ظلام يُنفِّذون أجندات خارجية، سواء عن علم أو جهل، أو طمعًا في حفنة أموال، أو وعدًا بمنصب، وهم لا يدرون أنهم يستكملون حلم الكيان الصهيوني الذي يزعم، ويعمل بكل مكر ودهاء، لتحقيقه، ألا وهو الدولة اليهودية الكبرى من النيل إلى الفرات، والتي تتطلع لإعلانها منذ أكثر من مائة وعشرين عامًا.. لا يخفى على الكيان الصهيونى اضطرابات المنطقة، بل لا أشك، ولو لبرهةٍ، في العمل ليل نهار، ولو في الخفاء، من أجل تأجيج الصراع في الشرق الأوسط، بعدما رأى كل جيوش المنطقة تتصدع، واحدًا تلو الآخر، بدءًا بالعراق، ومرورًا بسوريا ثم ليبيا واليمن، ولم يعد أمامه سوى جيش مصر وجنوده البواسل، الذين ردوا كل من سولت له نفسه الاقتراب من مس ترابه أو محاولة القضاء على عروبته.. ومن ثمَّ يتحيّن الكيان اليهودي الفرصة، مستغلاًّ في ذلك خفافيش ظلام لكسر شوكة الجيش الذي لا يُقهر، جيش عقيدته راسخة بمن يموت مدافعًا عن أرضه ينال شرف البقاء بجوار ربه في جنات عليين.. قال الحاخامشالوم وولفا، قائد السلطة اليهودية الجديدة، في وقت سابق، إن حدود إسرائيل تمتد من العراق إلى مصر،ورأى في استخدام القوة وسيلة شرعية للوصول إلى مستهدفهم، مضافًا إليها كل وسائل يمكن الاستفادة منها، كما اعترف الحاخام شاي جيفن، المدير العام للسلطة اليهودية بتلقيهم دعمًا ماديًا ومعنويًا سخيًا من أوساط واسعة في اليمين الأوروبي والأمريكي.. وها أنا أقول لخفافيش الظلام، ومن يساندهم، سواء دولاً أو جماعات ذات أصول عربية،لا تكونوا وسيلة يستغلها بنو صهيون، إذا كان لديكم جزءٌ من العقل، وانظروا إلى ما يُحاكُ من حولكم، ولا تعطوا فرصةً لتحقيق حلم الكيان الصهيوني، لأنهم إذا ما وصلوا لزعزعة الجيش المصري الذي يقف وحيدًا في المنطقة، لن يدعوكم تهنأوا بالعيش، فعقيدتهم المزيفة تجعل العرب عبيدًا لهم، وأن السيادة لليهود وحدهم، كما يزعمون.. كما أقول لدعاة الليبرالية، لا تروّجوا أن الإسلام دين إرهاب، لأن في ذلك فهمًا خطأً وافتراءً لا على الإسلام فحسب، بل على الديانات السماوية كافة، التي تدعو إلى ترسيخ القيم السمحة، ونشر الأمن والأمان ونبذ الفُرقة والعنف، فلم يأمر دين بالاعتداء على أحد شخصًا كان أو منشأة، وقد خلق الله الكون ليسع الجميع، لا فضل لأسود على أبيض ولا لأعجمي على عربي، إلا بالتقوى والعمل الصالح.. أيها الليبراليون لا تحكموا على الفاعل واحكموا على الفعل، ولا تزروا وازرة وزر أخرى، فلا تنسبوا الإرهاب للدين، لأن الدين منزّه عن كل إرهاب،ومن يرهب باسم الدين فهو الإرهابي وفقط، ولتلبرلوا كما تشاءون.. وفي الأخير، علينا أن نكون أكثر وعيًا، وتمسكًا بمبادئنا وبما يحاكُ من حولنا، كي نفوّت الفرصة على المتربصين بالعرب، فهل نستطيع ذلك؟ هل تستطيع مصر التي ردت المغول والتتار والصليبيين وغيرهم؟..في رأيي نعم مصر تستطيع.. وليذهب شهداؤنا إلى خالقهم بدمائهم الطاهرة، ونفسهم المطمئنة، الراضية المرضية. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية