شنت قوات البشمركة الكردية، بدعم من ضربات جوية للتحالف الدولي بقيادة واشنطن، الأربعاء هجوماً واسعاً، ضد تنظيم "داعش" في شمال العراق، تمكنت خلاله من قطع طريق رئيسي بين منطقتين يسيطر عليهما التنظيم المتطرف، بحسب مسئولين أكراد. وأعلن بيان لمجلس الأمن القومي الكردي أن "قوات البشمركة شنت هجوما واسع النطاق ضد داعش في مناطق متفرقة في الجنوب الشرقي والجنوب الغربي من سد الموصل"، أكبر سدود العراق والواقع شمال مدينة الموصل (350 كلم شمال بغداد) التي يسيطر عليها التنظيم.
وأضاف أن هذه القوات تمكنت "من تطهير قرى تل خضر واسكي موصل وكهرش وجمرود" الواقعة على بعد نحو خمسة كيلومترات من السد، مشيراً إلي تواصل العملية العسكرية لإستعادة قرى آخرى من التنظيم.
وأوضح مسئول في المجلس رفض كشف اسمه، لوكالة فرانس برس، أن القرى المستعادة ذات غالبية كردية، و"تمثل مناطق استراتيجية مهمة كونها منطلقا لشن هجمات ضد قوات البشمركة" التي تواجه التنظيم المتطرف على خطوط تماس تمتد على قرابة ألف كلم في شمال العراق.
وأفادت المصادر الكردية، أن قوات البشمركة تمكنت من قطع الطريق بين الموصل، أولى المناطق التي سيطر عليها التنظيم في هجومه الكاسح في يونيو، ومدينة تلعفر إلى الغرب منها، والتي يسيطر عليها منذ أشهر.
وكان بيان المجلس الكردي، أشار إلى أن العملية حظيت بدعم طيران التحالف الدولي بقيادة واشنطن، والذي ينفذ ضربات جوية ضد مناطق التنظيم في العراق وسوريا منذ أشهر.
وأعلنت قيادة التحالف شن ست غارات في شمال العراق بين صباح الثلاثاء وصباح الأربعاء، من دون أن تحدد ما إذا كانت مرتبطة مباشرة بالعملية.
ويسيطر التنظيم على مناطق واسعة في شمال العراق وغربه منذ يونيو، كما شن في أغسطس هجوما متجددا في شمال العراق، واقترب من حدود إقليم كردستان، وهو من الأسباب التي دفعت واشنطن إلى تشكيل تحالف بدأ في الشهر نفسه تنفيذ ضربات جوية ضد التنظيم.
وسيطر التنظيم في السابع من أغسطس على سد الموصل، قبل أن تستعيده القوات الكردية نهاية الشهر نفسه، بدعم من الضربات الجوية.
وبعد انهيار العديد من قطعات الجيش العراقي في وجه هجوم التنظيم في يونيو، استعادت القوات العراقية والكردية بعض الزخم خلال الفترة الماضية، بدعم من ضربات التحالف الذي تقدم بعض الدول المنضوية فيه مشورة وتدريب عسكريين للقوات العراقية والكردية.
وبرغم تمكن هذه القوات من استعادة بعض المناطق، فإن التنظيم الجهادي مازال يسيطر بشكل كامل على مناطق واسعة، أبرزها مدن الموصل والفلوجة (غرب) وتكريت، مركز محافظة صلاح الدين شمال بغداد.