كثيرة هى المشاهد التى عايشتها طفلا وشابا ورجلا فى حارة السقايين الشهيرة التى تبعد أمتار عن قصر عابدين وشارع مجلس الأمة وشارع بورسعيد وتعتبر مع دروبها درب الحمام والمواهى والزير المعلق من أهم نقاط الوصل بين ميادين السيدة زينب و عابدين والعتبة والتحرير...وإليكم بعض تلك المشاهد: المشهد الاول (مشهد يومى متكرر) نهاركم سعيد ....أهلا يا ام سكر والنبى تقعدى تفطرى معنا....والمسيح فطرت ياحاجة أم عبده....انا جاية أسألك اجبلك حاجة من سوق الاتنين....ربنا يخليكى يا ام سكر عبد السلام بعت لى الخضار وكل حاجة...تسلمى.....الله يسلمك يا حاجة. المشهد الثانى: الست تريز تقف فى البلكونة وعينها للقبوة التى تدخل القادم من ميدان عابدين لدرب المواهى ومن ثم حارة السقايين....تصيح فرحا وتزغرد ابنى سمير رجع يا أولاد. ...فوجئنا بأن العائد هو سمير نجم ( أحمد نجم فسمير اسم الشهرة) وبعدها بأيام صاحت الحاجة نبوية (أم أحمد نجم) ابنى سمير رجع يا ولاد وكان العائد هو سمير عياد(ابن الست تريز)و الاثنان كتب الله لهما الحياة بعد مشاركتهما في العبور العظيم فى السادس من أكتوبر وتعرضهما لإصابات متشابهة المشهد الثالث:سرادق داخل كنيسة الملاك غبريال رئيس الملائكة الواقعة في منتصف حارة السقايين وتقاطع درب المواهى مع الحارة ....السرادق لتقبل العزاء فى العم فكرى أشهر خردواتى فى السقايين...يقف الأسطى حسن عامر أشهر ترزى فى الحارة فى مقدمة من يتقبلون العزاء....غالبية من يجلسون فى السرادق من المسلمين الذين عرفوا فكرى واحبوه... هذه المشاهد جعلتنى لا أصاب باى دهشة وانا ارى الرئيس عبد الفتاح السيسى يدلف داخل كاتدرائية العباسية لتهنئة الأخوة الأقباط بعيد الميلاد المجيد أو بالأحرى تهنئة كل المصريين بعيد الميلاد....فهذا ما رأيته طفلا وحارة السقايين كلها تزدان بالتعاليق حتى تلك المتصلة بالكنيسة احتفالا باستقبال شهر رمضان المبارك....كما رأيت كل الحارة تحتفل بعيد الغطاس وصنع الزعف. .. ورأيت كل أبناء الحارة يتشاركون فى الأفراح والأحزان دون أن يرفع أحد شعار الوحدة الوطنية....اختارت الحارة التطبيق الفعلى والعملى للوحدة الوطنية بلا اية شعارات....أعجبني تركيز السيسى على وصف (المصريين) ودور مصر القديم الذى نتطلع لاستعادته فى تعليم العالم الإنسانية والحضارة. عدت للارشيف فوجدت أن أبو خالد نوارة بلدى الزعيم جمال عبدالناصر هو من وضع حجر الأساس للكاتدرائية المرقسية فى العباسية مع غبطة البابا كيرلس فى 24 يوليو 1965...وفى الاحتفال ألقى الأنبا انطونيوس كلمة نيابةً عن البابا كيرلس مما جاء فيها: التعاون بين المسلمين والمسيحيين لم يقف يوما عند حد فقد تعانق الهلال مع الصليب دوما فى وحدة قوية...وألقى الزعيم ناصر كلمة حول الثورة والدين قال فيها: أن الثورة(ثورة 23 يوليو 1952) قامت على المحبة ولم تقم على الكراهية والتعصب...الثورة قامت وهى تدعو للمساواة التى نادت بها الأديان السماوية...نحن نفخر بأن بلدنا ليس فيها طائفية أو تعصب.. وفى 25 يونيه 1968 افتتح الزعيم جمال عبدالناصر الكاتدرائية فى حضور الإمبراطور هيلا سلاسى إمبراطور الحبشة الذى زار القاهرة خصيصا للمشاركة فى افتتاح الكاتدرائية. ...البابا كيرلس وجه كلمة ألقاها نيابة عنه الأنبا انطونيوس مطران سوهاج وسكرتير المجمع المقدس آنذاك وجه فيها الشكر للزعيم جمل عبدالناصر لتبرع الدولة ب 150 الف جنيه للمساهمة فى بناء الكاتدرائية قد يكون السيسى اول رئيس يشارك مباشرة فى احتفالات عيد الميلاد ولكنه ليس أول رئيس يزور الكاتدرائية ويهنىء ويجامل اهله المصريين....والمؤكد أن السيسى واحد من ملايين وربما مئات الملايين من المصريين الذين مارسوا الحب لمصريتهم واخوانهم على مدار التاريخ وسيمارسونه في المستقبل بمشيئة الله. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية