ينطق المتحف اليوناني الروماني بمدينة الاسكندرية " التي استمدت اسمها من اسم الاسكندر الاكبر اهم قادة الامبراطورية اليونانية " بتاريخ مصر في عهد الامبراطورية اليونانية ،ويحكي هذا المزار والمتحف العالمي من خلال قطعه الاثرية التي يزيد عددها عن 300 الف قطعة مرحلة تاريخية هامة في حياة العالم ومنطقة البحر المتوسط . ويمثل هذا المتحف الذي بدأ مشروع تطويره بميزانية بلغت 100 مليون جنيه وتم بناؤه في عهد الاسرة العلوية "أهمية خاصة لمدينة الاسكندرية التي تتشابه ملامحها مع مدن وعواصم اوروبا ودول حوض البحر المتوسط ،كما يتوقع غالبية الاثريين ان يحتضن ترابها مقبرة الاسكندر الاكبر وقد بات ذلك الامر لغزا يشغل العالم . كما تعد الاسكندرية متحفا اثريا مفتوحا ويمثل المتحف اليوناني الروماني اهمية خاصة فهو يضم وفقا لتصريح مدير عام آثار ومتاحف الاسكندرية الدكتور " ابراهيم درويش " نحو 20 الف قطعة اثرية هامة جدا في تاريخ مصر والعالم ومن اهمها تمثال الالهة افروديت وحاربوقراط وايزيس و عدد من رؤوس التماثيل للاسكندر الاكبر ومارك انطوني ومجموعة تماثيل التناجرا بانواعها والاف التماثيل والقطع الاثرية النادرة التي تعود الي العصر البيزنطي واليوناني الروماني وتمثل تراثا فريدا ونادرا في منطقة البحر المتوسط. وقد توقف مشروع تطويره وترميمه بسبب نقص الامكانيات وغياب التمويل بعد ان كان المشروع يسير بخطي ثابتة حتي قيام ثورة 25 يناير ..وهذا ما دفع درويش للتساؤل" اين ذهبت الاموال المرصودة لتطوير المتحف والتي تقدر ب100 مليون جنيه ؟" وقد غابت اجابة هذا السؤال . في ذات السياق ونظرا لاهميه المتحف الاثرية علي مستوي العالم ومايحققه من ايرادات سنوية تقدر بنحو 40 مليون جنيه دعا الامين العام للاثار الدكتور " محمد عبد المقصود " خلال الايام القليلة الماضية الي اطلاق حملة دولية تحت رعاية رئيس مجلس الوزراء الدكتور عصام شرف وبالتنسيق مع منظمة اليونسكو العالمية و رابطة المتاحف العالمية من أجل سرعة الانتهاء من مشروع تطويره واعادة الافتتاح خلال 24شهرا على ان يخصص دخل المتحف لتسديد تكلفة المشروع . وقال مدير عام الادارة الهندسية لاثار الاسكندرية والوجه البحري المهندس " محمد رضا عرفة " ان المتحف كان في حاجة ماسة الي تنفيذ مشروع تطوير وترميم شامل منذ التسعينات من القرن الماضي حيث ان الأسقف والاساسات الخرسانية للمتحف كانت معرضة للانهيار، وارضياته متهالكة مما يمثل خطوره بالغة علي المعروضات، وقد تاخر هذا المشروع وتم تنفيذ مشروع صيانة بتكلفة 300 الف جنيه . واشار الي انه بعد عدة سنوات صدر قرارا في عام 2005 باغلاق المتحف وتنفيذ مشروع الشامل للتطوير واستحداث نظم العرض المتحفي لتواكب المتاحف العالمية ووفقا للنظم الاوروبية بتكلفة تقدر بنحو 120 مليون جنيه علي ان يتم الانتهاء منه في بداية عام 2013.وقال ان العمل الفعلي في المشروع بدأ منذ شهر اكتوبر عام 2009 حيث استغرق نقل اثار ومقتنيات المتحف وتسجيل نحو 100 الف قطعة اثرية سنوات وتم الانتهاء حاليا من مراحل اساسات المتحف و تنفيذ 70% من الهيكل المعدني له حيث تكلف ذلك نحو 38 مليونا وسيتم استكمال الهكيل المعدني والتشطيبات النهائية في فترة تقدر بعام كامل وذلك في حال توافر المبالغ اللازمة وتقدر بنحو 80 مليون جنيه . وحول مشكلة تآكل الهيكل المعدني للمشروع كما ادعي البعض قال المهندس رضا رضا " انه لن يتآكل وقد مر عليه شتاء العام الماضي ولم يتأثر، مدعما رؤيته بوجود العديد من الكباري علي الانهار ولم تتاثر . ويشمل مشروع تطوير المتحف البقاء علي طرازه المعماري وبوابته الخارجية ذات الشكل اليوناني الروماني ، ومضاعفة مسطح المتحف ليصل الي 10 الاف مترا مربعا من خلال اقامة دور ثاني وزيادة عدد قاعات العرض المتحفي واقامة مكتبة وقاعة للمحاضرات واستخدام احدث نظم الاضاءة . وقد انطلقت حملة اخري خلال الاونة الاخيرة تطالب بضم ارض مبني محافظة الاسكندرية الي المتحف اليوناني وقد اجمع الاثريون في مصر وعدد من الشخصيات العامة علي مستوي العالم علي اهمية هذا المطلب حيث ان واجهة المتحف ستطل بشكل مباشر علي شارع فؤاد خاصة وان المنطقة باكملها تتمتع بطابع اثري خاص فقد عرفت قديما باسم الحي الملكي البطلمي وعلي مقربة من المتحف تتواجد منطقة آثار كوم الدكة .