احتفلت الأممالمتحدة باليوم الدولي لحفظ السلام بإحياء ذكرى أفراد بعثات حفظ السلام الذين فقدوا حياتهم أثناء تأدية واجبهم. وتركز الأممالمتحدة في احتفالها باليوم الدولي هذا العام على مبدأ الشراكة في عمليات حفظ السلام،و أهمية دور الدول الأعضاء في دعم تلك البعثات وتوفير الموارد الضرورية لها. وفي مستهل المراسم التي أقيمت بمقر الأممالمتحدةبنيويورك وقف كبار المسئولين بالأممالمتحدة دقيقة صمت حدادا على أرواح 112 من أفراد بعثات حفظ السلام الأممية الذين سقطوا أثناء خدمتهم تحت راية الأممالمتحدة العام الماضي فقط. ومن بين هؤلاء الذين أحيت الأممالمتحدة ذكراهم اليوم ، ثلاثة مصريين كانوا يعملون في بعثة حفظ السلام المشتركة بين الاممالمتحدة والإتحاد الأفريقي في دارفور غرب السودان،لكنهم سقطوا وهم يؤدون واجبهم في تعزيز واحلال السلام بالإقليم. وتعد مصر سابع أكبر دولة مساهمة من حيث عدد أفراد الجيش والشرطة في عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام. ويوجد حاليا أكثر من 4 الاف من العسكريين المصريين يعملون في خمس بعثات أممية لحفظ السلام في كوت ديفوار وهايتي وليبيريا وجنوب السودان، والسودان، وتيمور الشرقية، والصحراء الغربية. ومنح الأمين العام للأمم المتحدة ميداليات تحمل اسم الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة داج همرشولد،الي أرواح 112 شخصا من أفراد حفظ السلام الذين لقوا حتفهم العام الماضي خلال تأدية مهام خدمتهم بلأمم المتحدة. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمته للحضور "إن الفرق بين الشخص العادي والبطل هو أن البطل يواجه المخاطر طوعا لينقذ الآخرين ،وأن من بين أولئك الأبطال ضحايا أحد أكثر الاعتداءات فظاعة على قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام في السنوات الأخيرة". ونوه بان كي مون في كلمته الي الأحدث التي وقعت في أفغانستان العام الماضي، عندما اقتحمت حشود غاضبة في أبريل من عام 2011 مقر الأممالمتحدة في في مزار الشريف بأفغانستان وقتلوا ثلاثة من موظفي بعثة الأممالمتحدةهناك وأربعة من حراس الأمن. وقال بان كي مون " إن موظفينا ذهبوا إلى أفغانستان لإحلال السلام، ومن المثير للغضب أن يلقوا حتفهم في هذا العنف الذي لا معنى له "،مؤكدا علي أن الأممالمتحدة لن تتراجع أمام العنف والألغام الأرضية والكمائن، وأنها ستواصل العمل من أجل المدنيين الذين يريدون السلام ويستحقونه،علي حد قوله. ويبلغ عدد قوات الأممالمتحدة لحفظ السلام نحو 120 ألف شخص ينتشرون في أنحاء مختلفة من العالم يأتون بالمساعدات للمتضررين من الأزمات، ويعملون على لم شمل الأسر التي فرقتها الحروب، ويساعدون في تعزيز سيادة القانون ومؤسسات قطاع الأمن. وكانت الجمعية العامة للأمم المتحدة قد حددت في عام 2002، التاسع والعشرين من مايو من كل عام، يوما دوليا لقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة. وذكر قرار الجمعيةالعامة للأمم المتحدة أن اختيار هذا اليوم جاء لتكريم الرجال والنساء الذين يخدمون في عمليات الأممالمتحدة لحفظ السلام ،والذين يتمتعون بمستوى عال من المهنية والتفاني والشجاعة، وتكريما لذكرى أولئك الذين فقدوا حياتهم في سبيل قضية السلام". ووقع الأختيار علي هذا اليوم باعتباره اليوم الذي شهد قرار ارسال أول بعثة أممية لحفظ السلام الي فلسطين "أونتسو" عام 1948. وفي كلمته خلال الأحتفال الذي اقيم اليوم بمقر الأممالمتحدة احياء لليوم الدولي لقوات حفظ السلام الأممية، قال إرفيه لادسوس وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام إن"استهداف أفراد حفظ السلام غير مقبول بالمرة،وإنني ادعو الجميع الى احترام الدور الذي يقوم به زملاؤنا ذوو الخوذات الزرقاء للحفاظ على السلام في بعض أكثر أماكن العالم اضطرابا". وأكد لادسوس علي أهمية الشراكة بين الاممالمتحدة والدول الأعضاء في دعم عمليات حفظ السلام، مشيرا الي أن تلك الشراكات تعد أمرا حاسما في مواصلة دور الأممالمتحدة في المحافظة علي السلام في مناطق عديدة من العالم. وتابع وكيل الأمين العام لعمليات حفظ السلام قائلا "تعمل قوات حفظ السلام في بلدات وقرى إلى جانب المجتمعات التي تتطلع إلى الخروج من أهوال الحروب والصراعات المسلحة، سواء قاموا بالدوريات في المناطق المحيطة بمخيمات دارفور للمشردين داخليا كي تتمكن النساء من التحرك بأمان لجمع الحطب بدون مخاطر الاغتصاب، أو حاربوا الميليشيات المسلحة في المنطقة الشاسعة لشرقي الكونغو الديمقراطية لوقف الاعتداءات على السكان المدنيين، أو كانوا مراقبينا العسكريين غير المسلحين الذين يعملون من أجل الحد من العنف في سوريا".