قال سياسيون لبنانيون وخبراء عرب: "إن الأزمة الحالية في سوريا ستنعكس بشكل أو آخر على الساحة اللبنانية". ودعا هؤلاء، في ندوة الكترونية نظمها اليوم "الخميس" مركز الدراسات العربي - الأوروبي ومقره باريس وأديرت حواراتها من العاصمة الأردنية "عمان" حول تداعيات الأزمة السورية وهل ستتسبب في نزاعات مسلحة بين اللبنانيين؟ إلى إعلاء شأن مصالح البلاد العليا والبعد عن الصراعات والاقتتال حتى لاتدخل لبنان في نفق مظلم من جديد لا يُعرف توقيت الخروج منه. وبدوره، قال وزير الإعلام اللبناني الأسبق إيلي الفرزلي "إن المطلوب من كل الأطراف سواء أكانت مؤدية أو معارضة للأحداث في سوريا أن تكون محايدة".. مشيرًا إلى أنه من الطبيعي أن تنعكس الأزمة السورية على الوفاق الوطني اللبناني. وأضاف "أن من هذه الانعكاسات اعتبار شريحة على الساحة اللبنانية -ترفض التدخل الأجنبي في سوريا- زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان إلى طرابلس بمثابة محاولة لتطبيق بنغازي أخرى على الحدود اللبنانية السورية. ومن جانبه، قال النائب السابق والسياسي اللبناني بشارة مرهج في الندوة الالكترونية "إن الأزمة السورية حاضرة بشكل أو آخر في لبنان لأن الترابط مع سوريا عميق التواصل من خلال الجغرافيا والسكان سواء إقتصاديا أوسياسيا وأمنيا أوعسكريا لذلك من الطبيعي ألا يكون بمنأى عما يجري في سوريا". وأضاف "إن الحكومة اللبنانية تسعى لتدارك التداعيات السلبية التي تنعكس على لبنان على أثر الأزمة السورية والتي نتمنى أن تنتهي بمصالحة وطنية تقود سوريا إلى نظام ديمقراطي متنوع". ومن ناحيته، قال الخبير السياسي الأردني الدكتور نصير الحمود "إن سيناريو حدوث نزاعات مسلحة بين اللبنانيين بسبب الأزمة السورية مرجح في ظل التشابك والتداخل التاريخي بين البلدين". وأضاف "إنه في حال تعلق الأمر بالبعد السياسي أو الانتماءات الحزبية والطائفية التي تستخدم كورقة ضغط في جميع الاتجاهات فإنه من غير المستبعد أن تكون مناطق التماس المباشر بؤر توتر لاسيما تلك التي تحوي طوائف مختلفة قد تسهم التطورات في سوريا في تغذية الخلافات فيما بينها". وأكد ضرورة أن يستذكر اللبنانيون تاريخ الخلافات فيما بينهم والتي كانت بمثابة وبال على بلادهم.. داعيًا إلى ضرورة إعلاء شأن المصلحة الوطنية العليا للبلاد قبل الدخول في نفق مظلم قد لا يعرف أحد توقيت الخروج منه.