الضحايا خرجوا أحياء خلف جنازة فلحقوا بها الأهالى: طالبنا جميع المحافظين بإنشاء كوبرى ولكن دون جدوى مازال الحزن والسواد يخيمان على أهالى مركز سمالوط بعد أن فقدوا حوالى 30 شخصا أكثرهم من شباب وخيرة أبناء سمالوط، والذى راحوا ضحية إهمال من المسئولين وتقصير من أصحاب المعديات وجهل من مستخدمى المعديات الأهلية التى أصبحت بمثابة مقابر جماعية لمواطنين لا حول لهم ولا قوة خرجوا أحياء خلف جنازة فلحقوا بها ، كارثة بكل المقاييس لا تقل عن أى كارثة طبيعية . نجحت قوات الإنقاذ النهرى بالمنيا فى انتشال 23 جثة لضحايا حادث انقلاب سيارة نصف نقل من اعلى معدية سمالوط ، وسط حالة من الغضب بين الأهالى بسبب بطء جهود انتشال الجثث وقلة عدد الغواصين بالنسبة لحجم الكارثة، بالاضافة إلى تجاهل المسئولين للحادث مؤكدين أن تعزية المسؤلين الحقيقية لهم إصدار قرار فورى بإنشاء كوبرى على النيل لإنهاء معاناتهم والحفاظ على أرواحهم. أكد الأهالى الذين شهدوا الحادث أن المعدية التى كان يستقلها الضحايا معدية أهلية خاصة وليست ملكاً للوحدة المحلية، وأن معظم المعديات التى تعمل بين البر الشرقى والغربى للنيل تقل أعداداً كثيرة أثناء تشيع الجنازات، وطالبوا بإنشاء كوبرى على النيل لتفادى وقوع مثل هذه الكوارث مؤكدين أنهم تقدموا لجميع المحافظين بطلبات لإنشاء كوبرى ولكن دون جدوى مطالبين بمحاسبة المقصرين. وأكد أهالى الضحايا أنهم حذروا كثيرا من مخاطر تلك المعديات والتى تنقل ألاف المواطنين يوميا، و أشاروا إلى أن معظم المعديات أصبحت متهالكه و تمثل خطرا كبيرا على الجميع قال الحاج محمد و الذى كان يجلس فى إنتظار إخراج جثة إبنه إسلام البالغ من العمر20 عاما " ابنى ذهب إلى الجنازه وفؤجئت بعد ذلك بأحد الأشخاص يخبرنى بأن هناك سيارة وقعت بالنيل من أعلى معدية ولاد على اثناء توجهها إلى البر الشرقى للوصول إلى المدافن، و إتصلت على إسلام ووجدت تليفونه مغلقا، و لكن لا إعتراض على قضاء الله" ، مشيرا أن عدد رجال الإنقاذ قليل للغاية ولابد من تكثيف أعداد الغواصين و قوات الإنقاذ حتى يتم إخراج باقى الضحايا . اما زوجة أحد الضحايا قالت كيف أعيش فزوجى كان يعمل باليومية بالمحاجر ولديه بنتين وطفل يعيشون فى غرفة وصالة ، والحياة أصبحت سوداء أمامى وماليش حد غير ربنا أولاً وأخيراً ، كما اشارت ان زوجها تحدث معها قبل وفاته على عقد قران ابنتها ولكن الفرحة تحولت إلى مأتم ولم يمهله القدر ليعيش ويفرح بزفاف نجلته وتركنا نصارع الحياة من أجل البقاء أحياء . وطالبت الزوجة الرئيس السيسى بتوفير مسكن لأسرتها لانه لا معين لهم ويعيشون تحت خط الفقر . اما خالد محمد أحد أهالى قرية بنى خالد أقسم بالله ان مجازر سوف تشهدها سمالوط لو الحكومة ماعملتش كوبرى و بسرعة فالحوادث تتكرر سنويا ولا حياة لمن تنادى ، بالاضافة إلى أن قرى بنى خالد و جبل الطير من القرى الصناعية بالمحافظة و يوجد بها مصانع كبرى للأسمنت و الحديد و الصلب و المحاجر و يلزمها كوبرى يصل البر الشرقى للنيل بالبر الغربى ، حتى يتجنبوا مخاطر وكوارث المعديات و مصائبها ، كما أضاف أن كبار العائلات بقرية بنى خالد و بعض مسؤلى مصنع أسمنت حلوان بالقرية عرضوا أكثر من مرة على المحافظين السابقين للمنيا المشاركة فى إنشاء كوبرى للقرية يخدم منطقة شرق النيل بمركز سمالوط، و بالفعل تمت الإستيجابة لمطالبهم و لكن توقفت بعد ذلك بسبب أسباب مجهولة . محمد مجدى محمد 17 سنة طالب بالصف الثانى الثانوى ترك فرح ابن عمه وخرج لتشييع الجثمان مع زملائه بدلا من والده المريض بالقلب ولم يعود . اكد والده ان محمد يسعى لفعل الخير دائما ويساعدنى على قضاء احتياجات المنزل ويعمل فى الإجازة لمساعدتى أنا ووالدته وشقيقته بسمة وكان دائما يقول لى عاوز اريحك شوية يابويا . قالت والدته ان محمد وحشنى خالص ومرت 4 أيام كأنها 4 أعوام وأحيانا أكلمه وآخر مرة أكل معايا وقاللى يا أمى أكلك حلو ، كان رحيماً وطيب القلب كان الاب والاخ والصديق والابن وكان يعطينى الدواء بنفسه ، أضافت انى شعرت ان آخر مرة أجلس مع محمد أثناء تناول وجبة الغداء وانه لن يرجع لحضنى مرة أخري. وطالبت شقيقته الكبرى بحق أخيها الشهيد من المسئولين مؤضحة انه لو كان ابن مسئول كبير فى البلد لقامت الدنيا . واكد خيرى فؤاد نائب رئيس الإتحاد الإقليمى للجمعيات الأهلية بالمنيا واحد ابناء سمالوط أن حالة غضب عارم تجتاح أهالى مركز سمالوط بسبب عدم إهتمام الحكومة بحادث معدية أولاد على رغم إهتمامها بحادث تصادم أسوان الكارثى ، مطالبا بإجراء مراجعة دورية للحالة الفنية للمعديات ومراقبة التشغيل والإلتزام بالحمولة المقررة طبقاً لما هو مدرج بالترخيص، إضافة إلى قيام المحافظ والمحليات بالإيقاف الفورى لأى معدية بها مخالفات ، والقيام بحملات تفتيشية لمراجعة الحالة الفنية ، وقيام شرطة المسطحات المائية بدورها بإيقاف أى معدية مخالفة مهما كانت الظروف ، والتنسيق بين رؤساء الوحدات المحلية للمراكز والمدن وشرطة البيئة والمسطحات المائية بمداومة التفتيش الدورى والمفاجئ على المعديات للتأكد من الصلاحية الفنية، وسريان التراخيص وإبلاغ هيئة النقل بما يسفر عنه المرور. وأوضح فؤاد أن عدد المعديات النيلية بالمحافظة 178 منها 32 معديه حكومية, و146 معدية ملك الأهالى خاصة يضربها الإهمال ، مؤكدا أنه سوف يتبنى حملة لإنشاء كوبرى على النيل لوقف مهزلة كوارث المعديات والحفاظ على أرواح الأبرياء، مع المطالبة بإقالة كل المسئولين بالمحافظة فى حالة تخاذلهم عن محاسبة المقصرين وإتخاذ اللازم لإنشاء الكوبرى الجديد، مشيرا انه سوف يتم تشكيل وفد شعبى من القيادات الطبيعة بمركز سمالوط لمقابلة المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء ، ووزير النقل لعرض هذه المطالب بشكل عاجل وفوري. اما تريزة سمير عضوة الهيئة العليا للحزب المصرى الديمقراطى الإجتماعى قد طالبت بسرعة انتشال جثث الضحايا، وصرف تعوضيات مادية ومعنوية لأسرهم، وقيام محافظ المنيا بالإشراف ومتابعة جميع المعديات، مؤكدة أن هناك الكثير من المعديات لاتصلح لنقل المواطنين، وحملت الدولة المسئولية فى وضع ميزانيات لإنشاء كبارى لنقل المواطنين بدلاً من أساليب نقل المواطنين بالمعديات ، مؤكدة ان إنشاء كبارى هو حل أساسى وجوهرى لإنقاذ الأرواح حتى لا تتكررتلك الحوادث المأساوية. اما حركة تمرد المنيا فقد اصدرت بيانا نعت أهالى الضحايا وقالت أنهم راحوا ضحية للإهمال وعدم الإهتمام من المسؤلين وخاصة أن أهالى مركز سمالوط طالبو كثيراً بإنشاء كوبري، وطالب محمد مختار مسؤل تمرد المنيا بضرورة بذل المزيد من الجهود لإنتشال الجثث تقديراً لمشاعر أسرهم الذين يعانون كل لحظه من الألم والحزن و اللذين مازالوا متواجدين أمام المرسى الذى شهد الحادث ، كما طالب بمحاسبة كل مقصر ومتسبب فى هذه الفاجعه، وأكد أن تمرد ستسعى بكل طاقتها حتى يتم بناء الكوبرى لتفادى مثل هذه الكوارث. وقال مجدى بكر أبو عيطا منسق تمرد بسمالوط نأمل أن يكون هناك رد يثلج صدور أهل سمالوط ويضمد جراحهم ويخفف أحزانهم ولعل نداءنا للسيد الرئيس السيسى بأن يأمر ببناء كوبرى سمالوط على النيل أكبر جميل وتعزية لأهالى الضحايا، وكلنا أمل وثقة فى أن لدينا رئيس يحمل قلب كبير يحنو على شعبه ولديه أحاسيس وصاحب مواقف إنسانية وإن شباب سمالوط وتمرد يأملون فى تحقيق حلم لعله يكون أفضل تعبيراً لمشاركة الدولة فى الشعور بالمواطن وأحزان الأهالى التى خرجت جثث موتاهم فى جنائز جماعية، ولكن ربما يكون فى رحيلهم وموتهم وصل لحياة من خلفهم ورحمة عليهم جميعاً. وطالبت تمرد، محافظ المنيا بإعادة النظر فى أوضاع المعديات بجميع المراكز، وإصدار توجيهات بتخصيص لانش يضم طاقم إنقاذ لكل مركز، وإعادة فحص جميع المعديات للتأكد من سريان ترخيصها من عدمه. كما قام أهالى مركز سمالوط بالمنيا بمشاركة عدد من أسر ضحايا معدية النيل بتنظيم مؤتمر واكدوا على ضرورة تشكيل وفد من المحامين للشروع فى التقاضى مجانًا ضد المتسببين فى الحادث والتحرك الشعبى لشاطئ نهر النيل لمشاركة ومساعدة أسر الضحايا فى رحلة البحث عن ذويهم، وكذا عمل حصر كامل بأسماء الضحايا. وتقرر خلال الاجتماع جمع توقيعات من جموع الأهالى وأسر الضحايا للمطالبة بإنشاء كوبرى محل المعدية ومحاسبة كل متسبب وتقديم التوقيعات تلك إلى رئاسة الوزراء. واتفق المجتمعون على وضع لافتات وأعلام سوداء بشوارع ومداخل مدينة سمالوط ومخارجها؛ حدادًا على ضحايا سمالوط، والاحتشاد فى سلاسل بشرية صامتة على كورنيش سمالوط وعرض تلك المطالب والتوصيات. كما نظمت حركة كرامة إنسانية وقفة احتجاجية أمام مبنى ديوان عام محافظة المنيا للتنديد بحادث معدية سمالوط الذى خلف ورائه 22 ضحية حتى الأن، ومازالت قوات الإنقاذ النهرى تبحث عن مفقود ين أخرينبعد الحصول على موافقة الامن. وقال بدر أنور سدراك مؤسس حركة كرامة إنسانية بالمنيا أن مركز سمالوط من المراكز الكبيرة من حيث عدد السكان وتقع شرق النيل عدة أماكن هامة ومنها دير جبل الطير الذى يشهد حضور أكثر من مليون زائر فى موسم العذراء، كما تقع بالمنطقة مدافن للمسلمين والمسيحيين، ويوجد تجمع صناعى كبير ومنها مصنع الأسمنت ومحاجر الحديد والصلب، ومناجم الحجر الجيري، وجار إنشاء منطقة صناعات ثقيلة بوادى السرارية، إضافةً إلى العبور اليومى للطلاب والموظفين والعمال والسيارات والصيادين، وأيضاً تقع المنشأت الواقعة على الشاطئ الغربى مثل مستشفى جراحات اليوم الواحد ومحطة مياه الشرب وجميع المصالح الحكومية والمنشأت الحيوية كالمدارس والمستشفيات ويستخدم الأهالى المعديات الخاصة والمتهالكة والغيرصالحة والتى لا تخضع للرقابة من إى جهة، الأمر الذى يسبب وقوع ضحايا وخاصة فى المواسم والأعياد. ومن جانبه قرر اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا تشكيل لجنة من الهيئة العامة للنقل النهرى وشرطة البيئة والمسطحات المائية ومسئولى المحليات للمرور على كافة المعديات حكومى ، أهلى للتأكد من غلق البوابات وإتباع كافة الإجراءات الوقائية للحد من الحوادث وسيتم إيقاف أى معدية لم يقم مالكها بتنفيذ الإجراءات الوقائية للحد من وقوع الحوادث . كما طالب رؤساء الوحدات المحلية كل بنطاقه الجغرافى بمراجعة أطقم تشغيل تلك المعديات مع ضرورة تلقى هذه الأطقم لدورات تدريبية وتوقيع الفحص الطبى عليها وفقاً للشروط الواردة من هيئة النقل النهرى على أن يتم اختيار ثلاثة أطقم بكل مركز ، وعلى رئيس الوحدة المحلية عدم السماح لأى معدية تعمل على أى خط ملاحى تابع للوحدات المحلية إلا بعد تحديد مركزها القانونى من حيث موقعه من التشغيل على هذا الخط كما أصدر المحافظ مجموعة من الإجراءات لضمان توافر اشتراطات الأمن والسلامة النهرية بالمراسى والمعديات التى تستخدم فى نقل المواطنين ،حيث قرر المحافظ عمل بوابات حديدية بسمك ملائم بمفصلات يتم غلقها بعد دخول السيارات إلى المعدية على كل من المدخل والمخرج وتكون بالداخل بعد المزلقان لحماية اى عربات من الانزلاق من على ظهر المعدية أثناء الإبحار أو عند بدء التحرك أو عند الرسو والتنبيه على قائدى السيارات بأهمية تثبيت السيارة جيداً خلال تواجدها على ظهر المعدية أثناء التحرك باستخدام فرامل اليد وناقل الحركة " الفتيس " معاً . كما يتم التنبيه على ملاك ومسئولى تشغيل العبارات بضرورة إنزال الركاب من السيارة ومنع تواجد أى شخص عليها أثناء تواجدها على ظهر المعدية مع التأكد من تشغيل البوابات ورفعها قبل الإبحار وإغلاق الصدادات الخشبية ، إلى جانب وضع تعليمات فى مكان واضح بكل معدية تشمل على الآتى " العدد المقرر للمعدية من المواطنين ، السيارات والأمتعة ، التعريفة المقررة ، مع ضرورة تشغيل الإنارة بالمعديات ليلا . كما قرر المحافظ قيام لجنة مشكلة برئاسة سكرتير عام المحافظة وعضوية الشئون المالية ، الشئون القانونية ، مديرية الإسكان ، مديرية الطرق ، النقل النهرى ، " بالوحدة المحلية لمركز ومدينة المنيا بمراجعة مقابل انتفاع لاستغلال البرور طبقاً لعدة ضوابط منها حسن تشغيل البرور بشكل يؤدى لخدمة منتظمة آمنة للمواطن وكذلك البعد عن الاستغلال السيئ الذى يؤدى إلى تداعيات بالأرواح والأموال واقرار التعريفة المقررة لانتفاع المواطنين فى الانتقال بين البرين ،وأن تتضمن العقود الخاصة بالبرور الالتزام بجميع الاشتراطات الواجب توافرها بالمعديات وفى حالة ثبوت أى مخالفة لهذه الاشتراطات على الوحدة المحلية إيقاف المعدية فوراً وإخطار شرطة المسطحات المائية والهيئة العامة للتشغيل النهرى بقرار الإيقاف . شدد المحافظ على اعتبار عدم المتابعة المستمرة من قبل كافة الجهات المعنية بالمعديات بمثابة إدانة قاطعة تستوجب المساءلة القانونية لما يمثله من تداعيات بالأرواح والأموال . يذكر أن المنيا قد شهدت العديد من حوادث المعديات وسجلت رقماً قياسياً فى أعداد حوادث المعديات وكان أبرزها مصرع 13 شخصاً غرقاً أمام مرسى قرية بنى حسن بمركز أبو قرقاص إثر سقوط سيارة ميكروباص بالنيل, كما سقط ميكروباص أخر من أعلى معدية قرية الحج قنديل بمركز ديرمواس, مما أسفر عن مصرع 19 شخصاً. وفى تطور لاحق وافق اللواء صلاح الدين زيادة محافظ المنيا على تخصيص عدد 2 عبارة نهرية (رمسيس – المنيا خمسة) لمركز سمالوط ، وانتقالهما فورا من مركز بنى مزار إلى الوحدة المحلية لمركز ومدينة سمالوط ، عقب إنشاء كوبرى بنى مزار العلوى على النيل. يأتى قرار المحافظ فى ضوء الأحداث الأخيرة التى أودت بحياة العديد من الأهالى فى حادث "معدية سمالوط" منعاً لتكرار مثل هذه الحوادث، وحفاظا على أرواح المواطنين. اضغط هنا لمشاهدة الملف بالحجم الكامل من العدد المطبوع من العدد المطبوع