* لو قام طفل عنده 6 سنوات بشراء بسكويت، واكتشف أن هناك بعض قطع البسكويت مهشمة داخل الكيس، ستحمل بعض الحناجر الانقلاب العسكري مسئولية تهشم البسكويت، وستخرج بعض مانشيتات الصحف تندد بالانقلاب العسكري الذي هشم حلم الطفولة واغتال براءة الأطفال، وسيظهر في العالم الافتراضي "هاشتاج" جديد يحمل اسم #مجزرة_البسكويت. * لو قامت جماعة مسلحة بتنفيذ عملية إرهابية ضد أحد كمائن الجيش في سيناء أو غيرها من المناطق، ستحمل نفس الحناجر الانقلاب العسكري مسئولية مقتل الجنود (مش هيقال استشهاد بقى)، وستخرج مانشيتات الصحف تطالب بكشف الحقيقة، وتوضيح هل الجنود ماتوا في الكمين أم في الفلبين، وسيظهر في العالم الافتراضي "هاشتاج" جديد يحمل اسم #كمين_فوتوشوب. * تحدثت كثيراً وأوضحت كثيراً أن المستهدف هو النيل من عقيدة الجيش المصري، النيل من كفاءة الجيش المصري، هؤلاء الذين يدعون أن الخلاف مع قادة الجيش إما كاذبون أو حمقى، أفعالهم وتصريحاتهم تكشف ذلك، تكشف أنهم إما مدركين لتأثير أفعالهم وأقوالهم على الجيش لا القادة، وإما حمقى انساقوا خلف معارضة الجيش متوهمين أنها معارضة للقادة، أو رفض للانقلاب، ومن أمثلة تلك الأفعال:- عندما ظهر هتاف "يسقط حكم العسكر"، فمن ابتكره وروج له يعلم تماماً أن كلمة (عسكر) تستخدم في الجيش المصري لوصف جيش الاحتلال الصهيوني، ويعلم أيضاً أن كبار السن كانوا يستخدمون كلمة (عسكر) لوصف أفراد القوات الانجليزية قبل الاستقلال، من ابتكر الشعار أرادها حرباً نفسية مع الجيش. * عندما تم اغتيال 16 جندي في رفح عام 2012، فمن قتلهم كان يعلم تماماً أن هؤلاء الجنود لا يمثلون خطراً أو تهديداً عسكرياً، لكن يعلم أن حادثة من هذا النوع ستنال حتماً من عزيمة باقي الجنود، وبالمناسبة قتل الجنود وقتها كان لا دخل له بانقلاب أو غياب ديمقراطية أو حمص الشام، لكنه للعجب، جاء بعد افراج رئيس الجمهورية عن بعض أعضاء الجماعات الارهابية. * عندما وقف عصام سلطان على منصة رابعة يعلن أن هناك آلاف الضباط في السجن الحربي معتقلون لرفضهم ما حدث في 3 يوليو بوصفه انقلاباً، فهو إما مدرك لأبعاد ما يقوله لأنه نفس ما فعلته الجزيرة وأدى لانشقاق الجيش السوري، وإما أحمق لا يدرك نتيجة حديثه، هذا إن كان صادقاً فيما قال من الأساس... وهو لم يكن. * عندما أعلنت قناة "أحرار25" التي كانت تبث من داخل اعتصام تقاطع رابعة باستخدام سيارات البث المسروقة من اتحاد الإذاعة والتلفزيون أن هناك 1500 عسكري هربوا من سيناء رفضاً للانقلاب العسكري، والقناة تعلم يقيناً أن الخبر كاذب، فهي بطريقة أخرى تنفذ بها نفس ما نفذته الجزيرة في الجيش السوري. * عندما تقع عمليات اغتيال لجنود في كمائن مختلفة، ونرى بعض أصحاب الحناجر اللي عاوزة الحرق تروج لفكرة أن الحادث لم يقع، أو أنه مفبرك إخراج خالد يوسف، أو أن الجنود ماتوا في ليبيا مرة وفي السودان تارة وفي أثيوبيا تارة... وآخر صيحة بقى، ماتوا في العراق، وأولاد الهاشتاج يصدقون. * عندما تنتشر كالنار في الهشيم الأخبار الكاذبة عن المؤسسات المدنية التابعة للجيش، وقوتها الاقتصادية، عندما تنتشر عبارات السخرية المتعددة، عندما تنتشر عبارات الإهانة المتكررة، عندما يصبح الكذب أضعاف أضعاف الحقيقة. * لن أنسى كلمة أحمد منصور مذيع الجزيرة المتأنق الذي قال أن الجيش هو العقبة الوحيدة أمام التمكين، لن أنسى أنه قال الجيش وليس القيادات، لن أنسى أنك يمكنك أن تكون معارضاً للسيسي ورافضاً للنظام ومعتبراً أن 30 يونيو انقلاب، لكنك في نفس الوقت يمكنك أن تكون رافضاً لقتل الجنود، واقفاً خلف الجيش، مؤيداً له في حربه، موقفاً كل عبارات السخرية والاستهزاء لأن هذا ليس وقتها. الأمر ليس صعب أو معقد، الأمر يحتاج فقط لتفهم مصطلح غاية في البساطة، مصطلح إسمه "الوطنية"، أتمنى أن تكون قد سمعت عنه. المشهد.. لا سقف للحرية المشهد.. لا سقف للحرية