من محمد رزين تنطلق بعد غد /الأحد/ مناورات لقوات درع الجزيرة المشتركة باسم "جزر الوفاء" على ارض دولة الإمارات العربية المتحدة حيث ستكون هذه للمرة الأولى وربما ليست الأخيرة وذلك كرسالة خليجية داعمة للحق الإماراتي في الجزر الثلاث التي تنازعها عليها ايران وهى جزر" أبوموسى" و " طنب الصغرى" و" طنب الكبرى". وكان ملف الجزر الثلاث قد شهد توترا ملحوظا بعد الزيارة المفاجئة التي قام بها الرئيس الإيراني احمدي نجاد مؤخرا لجزيرة أبوموسى المتنازع عليها بين ايرانوالإمارات مع الجزيرتين الأخريين" طنب الصغرى" و" طنب الكبرى". والجزر الثلاث اقرب الى الشواطئ الإماراتية في مياه الخليج العربي منها الى الشواطئ الإيرانية لكن ولان عادة المستعمر قبل نزوحه من المستعمرات ان يخلق مشكلة حدودية بين الجيران فقد حرص المستعمر البريطاني قبل رحيله منذ اكثر من اربعين عاما على خلق مشكلة على هذه الجزر الإماراتية بجعلها تحت سيطرة إيرانية رغم علمه بأنها جزر امارتية. وحرصا من الجانبين على حسن الجوار وحسن النية ايضا لم يتخذ اى منهما خطوة من جانب واحد في هذه الجزر المتنازع عليها طوال هذه المدة غير القصيرة، ربما في انتظار مفاوضات طال أمد انتظارها رغم نداءات الإمارات المتكررة، او في انتظار تحكيم دولي قد يتم الاستعانة فيه بأوراق ومستندات من بريطانيا، وفي كلتا الحالتين فان الإمارات مطمئنة الى أحقيتها في الجزر . ولكن الرئيس الإيراني احمدي نجاد كسر هذه القاعدة او "العرف الايرانيالإماراتي" وقام مؤخرا بزيارة لجزيرة ابو موسى، وصفتها الإمارات ب"الاستفزازية"، ولم تكن رمزية حتى يقال انها زيارة وانتهت ولكنها كانت مقدمة لفرض سيطرة ايرانية حقيقية على الجزر من جانب واحد، حيث اعقبها خطوات عملية على الأرض بنشر قوات إيرانية ودعوات على المستويين الرسمي والشعبي لإقامة مشروعات سياحية واقتصادية بالجزر.. فيما حذر قائد القوات البحرية في الحرس الثوري الإيراني الأدميرال علي فدوي من أن "إيران سترد بقوة على أي عمل عدائي ولن تسمح لأي عدو أن يدخل هذه الجزر أو يدخل الأجواء البحرية الإيرانية" على حد تعبيره. ويرى محللون ان إيران سعت في هذا التوقيت الى تأجيج هذا النزاع لانها تريد ان تستغل كل ما يقع في حوزتها من أرواق للضغط على الغرب وحلفائه من اجل تخفيف العقوبات الدولية وإنهاء النزاع النووي مع الغرب بحل وسط يحفظ ماء الوجه ويعيد تدفق النفط الإيراني الى الأسواق العالمية. ويعتقد خبراء خليجيون ان هذه الخطوة المفاجئة التي أقدم عليها الرئيس الإيراني أكدت الشكوك الخليجية في طهران وسوء نيتها نحو دول الخليج العربي .. مشيرين الى انه كان من الأفضل للنظام الحاكم في إيران ان يستجيب للنداءات الإماراتية المتكررة إلى الحوار او التحكيم الدولي.