اقترح مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية على الدكتور إسماعيل سراج الدين، مدير المكتبة، أن تعقد احتفالية عالمية بالعيد العاشر لمكتبة الإسكندرية، التي افتتحت في 16 أكتوبر 2002، وذلك في خريف العام الجاري 2012 تحت رعاية رئيس جمهورية مصر العربية القادم بوصفه رئيس مجلس أمناء المكتبة.. كان مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية قد عقد الاجتماع السنوي الثالث عشر برئاسة الدكتور عبد العزيز حجازي، يومي 21 و 22 إبريل الجاري، ضم المجلس ستة وعشرين شخصية مصرية وعربية وعالمية، مختصة بوضع السياسات العامة للمكتبة. وناقش المجلس مسيرة المكتبة خلال عام 2011-2012م وتفاعلها الايجابي مع الثورة المصرية، ودعمها للحوار البناء بين القوي السياسية والفكرية، وإطلاق العديد من المبادرات الشبابية، فضلا عن التواصل مع مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها الأزهر الشريف، وهو ما تجلى في المشاركة في وثيقة الأزهر، والحوار حولها مصريا وعربيا وعالميا. وجدد مجلس الأمناء ثقته في الدكتور إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، مقدرين جهوده في تطوير العمل، والسياسات التي يتبعها في هذا السياق، والدور الذي تقوم به مختلف إدارات المكتبة، والانضباط والشفافية في اتباع الإجراءات المالية والإدارية على مدى العشر سنوات الماضية. وبحث دعم الشراكة مع الهيئات المصرية مثل المجتمع العلمي، وبيت السناري التاريخي مركزا ثقافيا وعلميا في قلب القاهرة، والتعاون مع الجامعات الإقليمية، ودعم التعاون بين المكتبة والمكتبات المصرية المتنوعة، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة وتوثيق الشخصيات المصرية البارزة، والتوسع في دعم المدارس تقنيا وتأسيس نوادي العلوم بها شمل نحو 300 مدرسة حتى الآن، والتعاون المقترح مع كبرى الجمعيات المصرية مثل جمعية المهندسين المصريين وجمعية الاقتصاد السياسي والتشريع وعالميا بالتعاون مع مكتبة الكونجرس في مشروع المكتبة الرقمية الذي ترعاه اليونسكو، ومشروع EOLموسوعة الحياة الذي تتبناه مجموعة من مؤسسات دولية في مجال التنوع البيولوجي، ومشروع لغة الشبكات الموحدة UNLوالذي ترعاه الأممالمتحدة، ويهدف إلي الترجمة من وإلي العربية بكل لغات العالم بصورة رقمية، فضلا عن مشروع إعادة إحياء الفكر النهضوي الإسلامي في القرنين 19 و20 ميلادي (الثالث عشر والرابع عشر الهجري) والذي أطلقته المكتبة عام 2006 واستمر علي مدى السنوات الماضية، وأنتج عشرات الكتب لأعلام الفكر العربي والإسلامي، مما أسهم في ترسيخ الاهتمام بتراث النهضة، وإذكاء روح التسامح والفكر الوسطي. واعتمد مجلس الأمناء قرار إنشاء "مركز دراسات التنمية" بحيث يشكل إطلالة جديدة علي الحياة العامة، ويهدف إلى تعميق المشاركة في بناء النظام الديمقراطي، وربط القضايا السياسية بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية وهو ما يمثل ضرورة أساسية يقتضيها التفكير من جانب كل مؤسسات المجتمع في المساهمة في مشروع النهضة الذي سوف يأتي في أعقاب ثورة 25 يناير.. وقرر المجلس إنشاء قطاع للمتاحف والمعارض بالمكتبة نظرا لتزايد اهتمام المكتبة بإقامة المعارض والمتاحف المتخصصة، وهو ما سوف يسهم في ترسيخ علم المتاحف في مصر وتطوير أداء المعارض. أثنى المجلس علي التوسع في إتاحة أدوات البحث العلمي في المكتبة للباحثين المصريين في الجامعات والمراكز البحثية، وفي مقدمتها "السوبر كمبيوتر" الذي يوفر إمكانية القيام بالأبحاث ذات النماذج الرياضية المعقدة، و"الفستا" التي تقدم للباحثين عرضا مرئيا ثلاثي الأبعاد لتحاليل ونتائج الأبحاث بصورة افتراضية، وهو ما يخفض كثيرا من نفقات البحث العلمي. ويتوقع أن يسهم ذلك في رفع كفاءة الأبحاث العلمية في المجتمع المصري. وقد اختتم مجلس الأمناء أعماله متمنيا للمكتبة مواصلة دورها في دعم التنمية والتحول الديمقراطي، والحرية في المجتمع المصري، مشيدا بأجواء التغيير، ودور الشباب، وأهمية الاستقرار.