اقترح مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية على إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، تنظيم احتفالية عالمية بالعيد العاشر لمكتبة الإسكندرية، التي افتتحت في 16 أكتوبر 2002، وذلك في خريف العام الجاري 2012 تحت رعاية رئيس مصر القادم بوصفه رئيس مجلس أمناء المكتبة. جاء ذلك خلال الاجتماع الذي عقده المجلس مؤخرا برئاسة مديره التنفيذي رئيس وزراء مصر الأسبق الدكتور عبد العزيز حجازي، وبحسب بيان صدر أمس عن المكتبة فإن المجلس ناقش مسيرة المكتبة خلال عام 2011-2012م وتفاعلها الايجابي مع الثورة المصرية، ودعمها للحوار البناء بين القوى السياسية والفكرية، وإطلاق العديد من المبادرات الشبابية، فضلا عن التواصل مع مؤسسات المجتمع وفي مقدمتها الأزهر الشريف، وهو ما تجلى في المشاركة في وثيقة الأزهر، والحوار حولها مصريا وعربيا وعالميا. وجدد مجلس الأمناء ثقته في إسماعيل سراج الدين مدير المكتبة، مقدرين جهوده في تطوير العمل، والسياسات التي يتبعها في هذا السياق، والدور الذي تقوم به مختلف إدارات المكتبة، والانضباط والشفافية في اتباع الإجراءات المالية والإدارية على مدى العشر سنوات الماضية، وبحث دعم الشراكة مع الهيئات المصرية مثل المجتمع العلمي، وبيت السناري التاريخي مركزا ثقافيا وعلميا في قلب القاهرة، والتعاون مع الجامعات الإقليمية، ودعم التعاون بين المكتبة والمكتبات المصرية المتنوعة، ومشروع ذاكرة مصر المعاصرة وتوثيق الشخصيات المصرية البارزة. وكذلك التوسع في دعم المدارس تقنيا وتأسيس نوادي العلوم بها، والتعاون المقترح مع كبرى الجمعيات المصرية مثل جمعية المهندسين المصريين وجمعية الاقتصاد السياسي والتشريع وعالميا بالتعاون مع مكتبة الكونجرس في مشروع المكتبة الرقمية الذي ترعاه اليونسكو، ومشروع موسوعة الحياة الذي تتبناه مجموعة من مؤسسات دولية في مجال التنوع البيولوجي، ومشروع لغة الشبكات الموحدة والذي ترعاه الأممالمتحدة، ويهدف إلى الترجمة من وإلي العربية بكل لغات العالم بصورة رقمية. وبحث مجلس أمناء مكتبة الإسكندرية خلال اجتماعه أيضا مشروع إعادة إحياء الفكر النهضوي الاسلامي في القرنين 19 و20 ميلادي والذي أطلقته المكتبة عام 2006 واستمر على مدار السنوات الماضية، وانتج عشرات الكتب لأعلام الفكر العربي والإسلامي، مما أسهم في ترسيخ الاهتمام بتراث النهضة، وإذكاء روح التسامح والفكر الوسطي. واعتمد المجلس قرار إنشاء "مركز دراسات التنمية" بحيث يشكل إطلالة جديدة علي الحياة العامة، ويهدف إلى تعميق المشاركة في بناء النظام الديمقراطي، وربط القضايا السياسية بالتطورات الاجتماعية والاقتصادية وهو ما يمثل ضرورة أساسية يقتضيها التفكير من جانب كل مؤسسات المجتمع في المساهمة في مشروع النهضة الذي سوف يأتي في أعقاب ثورة 25 يناير. وقرر المجلس إنشاء قطاع للمتاحف والمعارض بالمكتبة نظرا لتزايد اهتمام المكتبة بإقامة المعارض والمتاحف المتخصصة، وهو ما سوف يسهم في ترسيخ علم المتاحف في مصر وتطوير أداء المعارض. وأثنى المجلس على التوسع في إتاحة أدوات البحث العلمي في المكتبة للباحثين المصريين في الجامعات والمراكز البحثية، وفي مقدمتها "السوبر كومبيوتر" الذي يوفر إمكانية القيام بالأبحاث ذات النماذج الرياضية المعقدة، و"الفستا" التي تقدم للباحثين عرضا مرئيا ثلاثي الأبعاد لتحاليل ونتائج الأبحاث بصورة افتراضية، وهو ما يخفض كثيرا من نفقات البحث العلمي، ويتوقع أن يسهم ذلك في رفع كفاءة الأبحاث العلمية في المجتمع المصري. واختتم مجلس الأمناء أعماله متمنيا للمكتبة مواصلة دورها في دعم التنمية والتحول الديمقراطي، والحرية في المجتمع المصري، مشيدا بأجواء التغيير، ودور الشباب، وأهمية الاستقرار.