انتشرت فكرة الصورة ال"سيلفي" بشكل مهول بين الشباب في كل أنحاء العالم، فأصبحت كل ذكري أو مناسبة أو حتي لقاء ودي بين الأصدقاء يكلل ببضع صور "سيلفي" تجمعهم سويا. وعادة ما تسجل ال"سيلفي" يوما جميلا في مكان ما، أو لحظة مرحة أو حتي طائشة مع الأصدقاء، مثل الغواصين الذين يلتقطون صور "سيلفي" تجمعهم بأسماك القرش!، حتي ظهرت التحذيرات من منطلق المزاح، أنه إذا كنت في مكان وشبت به النيران، غادره قبل أن تلتقط "سيلفي". ولكن هل خطر في بالك يوما ان التقاط الصورة الشخصية “السيلفي” ممكن ان ينقذ حياتك؟ كانت هذه ال"سيلفي" مختلفة، فهي لم تكن لتسجيل لحظة مرحة.. ولكنها كانت لتسجيل لحظة ألم، أو بالأحري تسجيل حالة صحية معينة! كانت السيدة الكندية التي تبلغ من العمر 49 سنة تقود سيارتها بشكل اعتيادي في طريق عام، عندما شعرت بأعراض مرضية قلقت إثرها، فتوقفت علي جانب الطريق، وبدأت في التقاط السيلفي، سجلت لنفسها فيديو وضحت فيه ما تعرضت له من أعرض وقتها، لتعرضه علي الطبيب لاحقا من أجل تشخيص حالتها. كانت الأعراض أن تخدر الجزء الأيسر من جسدها، واشارت على شفتيها محاولة الابتسام لكنها لم تستطع حتى التكلم بسهولة بسبب تاثير النوبة. لم تكن هذه المرة الأولي التي تتعرض فيها هذه السيدة لأعراض كهذه، فقد كانت تعرضت لها من قبل وتوجهت وقتها إلي المستشفي وأجرت عدة فحوصات، وكانت نتيجة التشخيص أن هذا بسبب التوتر فقط!، ولكن من الواضح أنها لم تقتنع. تكررت الأعراض علي السيدة بعدها بيومين، فقررت أن تصور نفسها "فيديو سيلفي" لتعرضه علي الطبيب من أجل تشخيص هذه النوبة تحديدا، وبالفعل لم يقل الطبيب هذه المرة أن الأعراض بسبب التوتر، بل طلب منها الخضوع للرنين المغناطيسي، واستطاع التوصل لكونها مصابة بالنوبة الاقفارية العابرة (TIA - Transient ischemic attack)، وهي خلل مؤقت في إيصال الدم إلي جزء واحد من الدماغ، تستمر لفترة زمنية قصيرة – بضع دقائق – ثم تتلاشي وتزول دون التسبب في أي ضرر مستديم . قال الطبيب المشرف علي حالتها أنه كان سيكون من الصعب جدا معرفة أنها مصابة بهذه النوبة لولا وجود "السيلفي"، فالنوبة تستمر مدة قصيرة جدا ثم تتلاشي دون أن تترك أي أثر، فقد عرف الطبيب كل الأعراض التي ظهرت عليها من الفيديو، وأضاف أن حوالي 20 إلي 30 % من المرضي الذين يذهبون للطورائ لإصابتهم بالسكتة الدماغية والنوبة الأقفارية العابرة يتم التشخيص بأنهم مصابون بأمراض أخري، و إخراجهم من المستشفي!!. وأكد الطبيب أن ال"سيلفي" يمكن أن تنقذ حياة أشخاص وتساعد الأطباء في تشخيص وعلاج الأمراض بشكل أسرع لضمان الصحة. ومع انتشار السيلفي ، يتوقع الكثيرون أن تكون سبباً في تسريع علاج المرضي، وذلك من خلال إرسال الصور ومقاطع الفيديو إلي أقرب مركز مختص في السكتات، من أجل توفير الوقت والبدء في علاج المريض حالما يصل. وسيتم البدء في دراسة إنذارات السكتة الهاتفية قبل الوصول للمستشفي "prehospital telestroke alerts"، والتي تهدف إلي دراسة أثر تكنولوجيا ال "سيلفي" علي سرعة تشخيص وعلاج المرضي، من خلال ربطه بأقرب مستشفي باتصال بالصوت والصورة يقوم فيها المريض بطلب المساعدة من المستشفي إلي أن تصل سيارة الإسعاف إليه. وأكدت دراسة امريكية حديثة مدي فعالية استخدام الهواتف الذكية في عملية علاج المرضي، من خلال الطريقة التي ذكرناها سابقا، من أجل البدء في علاج المريض فور وصوله للمشفي.