فتاوى لتقليل ساعات الصيام في بريطانيا

يواجه 3,3 مليون مسلم مقيم في المملكة المتحدة، سيلاً من الفتاوي التي صدرت مؤخرا من عدد من الدول الاسلامية، لتقليل عدد ساعات الصيام تخفيفاً على المسلمين، حيث انطلقت فتاوى عديدة هذه الأيام في المملكة المتحدة تدعو المسلمين إلى صيام عدد ساعات أقل من التي يصومها المسلم المقيم في بريطانيا والتي وصلت إلي 19 ساعة تقريباً هذا العام.
هناك فتوى تحث المسلم على صيام عدد ساعات وفق مكة المكرمة، أي صيام 15 ساعة فقط من موعد الإمساك في الثانية و55 دقيقة صباحا وحتي الساعة السادسة عصرا، وأخرى فتوى صدرت عن دار الإفتاء المصرية تدعو المسلمين إلى الالتزام بالصيام وفق أقرب مدينة إسلامية من المملكة المتحدة وهي مدينة الرباط في المغرب فيصوم المسلم أيضاً ساعات تصل إلى 16 ساعة تقريباً.
وجميع هذه الفتاوى عرضناها على عدد من المسلمين المقيمين في المملكة المتحدة للتعرف على رأيهم فيها ومدى التزامهم بها، كما التقت الشرق بالشيخ خليفة عزت مسؤول الشؤون الدينية والإمام بالمركز الثقافي الإسلامي في بريطانيا للإلمام بمدى صحة الالتزام بها من عدمه.
آراء المسلمين في بريطانيا
"الشرق" حاورت عدداً من المسلمين المقيمين في بريطانيا حول هذه الفتاوى، ولاحظنا تباينا بين آراء المسلمين حولها، فقالت “علا “ وهي تعمل في وظيفة حكومية في لندن “ أنا لا ألتزم بهذه الفتاوى التي تخرج من بلدان أخرى غير بريطانيا، فلماذا ألتزم بها وأنا أقيم في بريطانيا ولست في مصر أو السعودية أو المغرب، كي ألتزم بتطبيقها ؟ وأتعجب من المسلمين الذين يصومون في مواعيد مختلفة عن التي نصومها في بريطانيا، فلا أجد معنى لذلك، ولي عدد من الأصدقاء يصومون التزاماً بهذه الفتوى أي يفطرون في السادسة عصراً والشمس مشرقة".
أما “عزة” وهي تعمل في مركز لرعاية الأطفال فاستنكرت الصيام بهذه الطريقة لعدد ساعات أقل، ودعت جميع المسلمين بالالتزام بما أشار إليه رسولنا الكريم -صلي الله عليه وسلم- ”صوموا لرؤيته وأفطرو لرؤيته " وأقول ذلك لأولادي كل عام.
وأوضح "نائل" وهو طالب في الجامعة أنه يجب الالتزام بموعد طلوع الشمس وغيابها لتحديد مدة الصيام وهذا هو الوقت الذي أعرفه ، ولا أستمع إلي أي فتوى أخرى غير ذلك.
أعرب “مصطفى” ويعمل في متجر بوسط لندن ، عن تفاؤله بأن تكون هذه الفتوي التي أصدرتها دار الإفتاء المصرية مفيدة له حيث إنه يبدأ عمله في السابعة صباحا وينتهي في الثانية عشرة مساء، وأشعر بالتعب طوال فترة الصيام ، لذلك هذه الفتوي سألتزم بها “.
وقالت “مريم” أنها وقعت في حيرة من أمرها هل تصوم وفق هذه الفتاوى أم تلتزم بالتوقيت الذي يصوم عليه المسلمون في بريطانيا، وفي أول أيام الصيام قامت بالالتزام بموعد الإفطار المحدد في بريطانيا وبعدها عندما أقنعها عدد من الأصدقاء بضرورة اتباع الفتوى الصادرة من دار الافتاء المصرية بهذا الشأن، قامت بالإفطار في السادسة عصرا ، وهي تتساءل عن مدى صحه صيامها وفق هذه الفتوى ؟
رأي الدين
توجهت "الشرق" إلى المركز الثقافي الإسلامي في العاصمة البريطانية لندن للبحث عن رأي الدين في هذه الفتوى ومدي صحة الالتزام المسلمين المقيمين في المملكة المتحدة بها، فقال الشيخ “ خليفه عزت” مسؤول الشؤون الدينية وإمام المركزالثقافي الإسلامي“ جميع هذه الفتاوى التي صدرت مؤخرا غير ملزمة للمسلمين في المملكة المتحدة ،لأن لدينا يوما طبيعيا فيه فجر وظهر وعصر ومغرب وعشاء ، أما الدول الاسكندينافية التي لديها يوما كاملا نهارا في الصيف فيجب أن يلتزموا بهذه الفتوى لطول فترة النهارالتي تتعدي ال21 ساعة أو أكثر، أما نحن في بريطانيا فلا يجب أن نلتزم بها، وذلك في صحيح الدين، فكيف يفطر المسلم في السادسة والشمس لا تزال في السماء وما هي الصلاة التي سيصليها هل هو العصرأم المغرب ،فكل هذه الفتاوى ستحدث فتنة بين المسلمين.
وقال الشيخ “خليفة عزت” في حواره مع "الشرق" رداً على الإحساس بالتعب لطول فترة الصيام هذا العام “ إذا شعر المسلم بالتعب ولم يستطع أن يصوم هذه الساعات فعليه أن يفطر ويصوم هذا اليوم في وقت آخر، والإحساس بالتعب مقرون بالتعب الفعلي وليس الادعاء بالتعب، فكل
إنسان يستطيع أن يحدد إن كان يستطيع الصيام أم لم يستطع نتيجه لتعب أو مرض أو عدم مقدرة ، وعليه أن يصوم مرة أخرى في وقت آخر “ .أما عن صحه صيام المسلمين وفق هذه الفتاوى العديدة فقال الشيخ “ خليفه عزت” للشرق الحكم لله -تعالى- وليس لي فنحن نوجه المسلمين إلى الطريق الصواب لاتباع الدين الإسلامي ولسنا حاكمين عليهم، فكما قال الله -تعالى- في الحديث القدسي “ كل عمل ابن آدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به” فهنا خصص الله -تعالى- الصوم كي يقوم الله -تعالى- بإعطاء الجزاء عليه وقبوله وحده، وهذا ما نقوله لأي مسلم يأتي للسؤال عن اتباع الفتوى الخاصة بتقليل عدد ساعات الصيام وفق مكة المكرمة أو أقرب مدينة إسلامية من المملكة المتحدة ، فالصيام لله -تعالى- ويجب اتباع ما أوصى الله به “.