مجمع البحوث الإسلامية: قيمة العمل مفقودة فى شهر رمضان

التمارين والكلمات المتقاطعة إحدى النصائح لمقاومة الكسل
الشحات: العبادة والعمل لا انفصال بينهما فى رمضان
تسيطر على الصائم فى كثير من الأحيان حالة من الكسل والتقاعس هذا إلى جانب اعتقاد الكثير بأن شهر رمضان للعبادة والخمول فقط وليس للعمل، ويلجأون إلى أخذ راحة طوال الشهر باعتباره إجازة أو يقومون بتأجيل أعمالهم إلى مابعد الشهر الكريم ومع ارتفاع الرطوبة ودرجة حرارة الطقس هذه الأيام، سيصبح تأثير الصوم أشد، وسيزداد الكسل لدى الكثيرين فى أثناء الصيام .
أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية أن من القيم المفقودة فى شهر رمضان الكريم قيمة العمل التى هى جزء من المنظومة الرمضانية فى حياة المسلم فمن ميزات ذلك الشهر وفضائله، وقيمه التى فضله الله بها وجعله سيدا للشهور كلها أن المسلم يصوم ويجد فى عمله أثناء النهار، ويقوم الليل ولكن هذا مانفتقده.
وأضاف عضو مجمع البحوث الإسلامية فى تصريح خاص "للمشهد" أن هناك ثقافة مغلوطة بأن يكتفى المسلم بصيامه لله متناسيا أن شهر رمضان امتلأ بالأحداث العظام التى حققها المسلمون خلاله، فالانتصارات المضيئة فى تاريخ العالم الإسلامى قديما وحديثا جاءت فى رمضان مثل قيام الرسول، عليه الصلاة والسلام، بغزواته وانتصار أكتوبر فى العاشر من رمضان وهو ماينفى من أن هذا الشهر يروج لأفكار الكسل والتقاعس عن أداء العمل والواجبات والنوم طوال النهار مغيبا عن القمة العليا ومصدرا للفكرة الأساسية له وهى أنه شهر تربية الإرادة وقوة العزيمة، ولا يتأتى ذلك إلا أن يكون المسلم عاملا صواما قواما .
وتابع محمد الشحات: "على هذا الهدى الإسلامى يوصف الرعيل الأول للإسلام، حيث أنهم كانوا فرسانا بالنهار ورهبانا بالليل مما يعنى أنهم كانوا يجدون فى عملهم ويتخذون من صيام رمضان طريقا لتقوية العزائم وشد الهمة كما كانوا يقومون الليل فى الصلاة والعبادة" .
وأشار الشحات إلى حديث رسول، الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه" قائلا: "أنه دستور المسلم الحق الذى من المفترض أن يقوم به فى الحياة الدنيا ويغدو قيمة اتقان العمل وجودته من الفرائض التى ينبغى أن يتحلى بها المسلم الصائم فى رمضان بما ينفع نفسه وأهله ووطنه ومجتمعه".
وقال محمد الشحات الجندى فى رسالة للمسلمين تحثهم على التخلص من حالة الكسل أثناء شهر رمضان: "أن سبيل ذلك هو النية الصادقة وإحياء ثقافة العمل فى ضمير ووجدان المسلم الصائم وأن يعلم أن الله يضاعف له الثواب عند قيامه بأداء أعماله وواجباته المكلف بها، والتى لا تتحقق عزته وعزة وطنه إلا بها ."
ومن ناحية أخرى، أوصى الجندى وسائل الإعلام أن تغرس الثقافة الإسلامية الصحيحة التى تعلى من قدر العمل والعاملين، مضيفا أن شهر رمضان شهر الخيرات والفضائل، ولا يكون ذلك بمجرد الامتناع عن الطعام والشراب، وإنما بالعمل الصالح المتقن الذى تنهض به الحياة .
واستطرد : "وعلى ضوء ذلك فإن العمل فى ذاته قيمة عليا فى منظور الإسلام وهو منظور يتسع لكل الأعمال التى تشمل العبادات والمعاملات والسعى على ضروريات الحياة واكتساب الرزق ومراعاة مصالح الناس وهو المعنى الذى يقصده الإسلام ويدعو الله المسلمين الصائمين فى هذا الشهر الكريم للجد فى العبادة والعمل لا انفصال بينهما .
ودلل عضو مجمع البحوث الإسلامية بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : "إن من الذنوب ذنوبا لا يكفرها إلا السعى على المعاش" صدق رسول الله ، قائلا : "إن المسلم الصائم ينبغى أن يعتقد أنه سيحصل على عظيم الثواب وعلو الدرجات عند الله والناس بما يقدمه من أعمال نافعة تقربا إلى الله وإعزازا للدين والوطن، حتى لا يكون المسلمون عالة على غيرهم ويكون قرارهم من عملهم واجتهادهم" .
ومن جانب أخر ، تناولت بعض الدراسات عدد من النصائح التى من خلالها يستطيع الصائم مقاومة الكسل واستعادة نشاطه البدنى والذهنى ألا وهى:
ممارسة التمارين أمام التليفزيون
يعد الجلوس أمام شاشة التليفزيون فى رمضان من أبرز علامات الكسل التى تسيطر على الإنسان قبل وبعد الإفطار، وذلك بسبب الكم الهائل من المسلسلات والبرامج الحوارية التى تلقى على المشاهد وماعليه إلا أن يستسلم لها .
وبما أن مشاهدة التليفزيون أمر لا غنى عنه بالنسبة لكثيرين، خصوصًا فى رمضان بعد الإفطار، فيمكننا تحقيق المعادلة الصعبة ما بين التغلب على الكسل ومشاهدة التليفزيون بممارسة الرياضية أو بعض التمارين الخفيفة أثناء المشاهدة، وخصوصًا فى فترة الفاصل الإعلانى.
وأشار الباحثون إلى أن هذه الخطوة تعد بمثابة قاعدة ذهبية، حيث تناولت إحدى الدراسات أن الإنسان حتى فى أثناء جلوسه يمكنه حرق ما يصل إلى 350 سعرًا حراريا إضافيا فى اليوم الواحد، مما يمكنه من التغلب على بعض الأضرار السلبية التى يسببها الجلوس أمام التليفزيون لفترات طويلة.
النوم لفترة كافية
من الأسباب الرئيسية للكسل فى رمضان عدم الحصول على القدر الكافى والمطلوب لراحة الجسم من النوم، وهذا مرتبط إلى حد كبير بالسهر أمام التليفزيون لمشاهدة المسلسلات والبرامج التى لا تنتهى.
ويعد النوم لفترات كافية أحد أهم عوامل دفع الكسل، وقد توصل الباحثون فى دراساتهم إلى أن النوم يطيل العمر ويقوى الذاكرة، فضلا عن أنه يحد من التوتر وضغوط الحياة، كما اكتشفوا أن الشخص الذى ينام أقل من 5 ساعات يزداد وزنه بشكل أسرع، كما تزداد احتمالات إصابته بأمراض القلب، ومن الأفضل أن يحصل الإنسان على ساعات نوم منتظمة، لأنها أبسط وسيلة للحفاظ على صحتك.
حل الألغاز
إذا كنت ممن لا يستطيعون القيام بأى من النصائح السابقة، ويصعب عليك تنفيذ واحدة منها، فلن نتركك فريسة لكسلك، فهناك بديل آخر لممارسة التمرينات الرياضية، ألا وهو حل الكلمات المتقاطعة، فهى تساعد على تحسين الصحة العقلية، التى لا تقل أهمية عن الصحة البدنية، وذلك يمكن أن نقوم به ونحن فى حالة استرخاء تام.
وقد اكتشف الباحثون أن المشاركة المتكررة فى الأنشطة المثيرة للعقل، يمكنها أن تقلل من فرص الإصابة بمرض الزهايمر، كما تسهم وبدرجة فى التخلص من الكسل الجسمانى.