قال مسؤولون محليون ومسعفون إن 18 شخصا على الأقل قتلوا في تفجيرين اليوم الأحد أمام مقر حزب سياسي كردي في محافظة ديالى العراقية المختلطة عرقيا. ومعظم الضحايا في الهجمات من أفراد قوات الأمن الكردية التي كانت تحرس مكتب حزب الاتحاد الوطني الكردستاني في بلدة جلولاء على بعد 115 كيلومترا إلى الشمال الشرقي من بغداد. وقال خورشيد احمد رئيس مجلس بلدية جلولاء إن انتحاريا ترك سيارة ملغومة قرب مقر الحزب وبعدما انفجرت تمكن من التسلل إلى داخل المبنى وفجر سترته الناسفة. والتفجيران هما الأحدث في استعراض هائل للقوة من مسلحين اجتاحوا في الأيام القليلة الماضية أجزاء من مدينتين كبيرتين واحتلوا حرما جامعيا في غرب العراق وفجروا أكثر من عشر سيارات ملغومة في بغداد. وتقع جلولاء في أرض متنازع عليها وهي واحدة من عدة بلدات شهدت من قبل مواجهات بين قوات الحكومة المركزية العراقية ومقاتلي البشمركة الكردية ضمن مسعى كل طرف لتأكيد مزاعمه بشأن تبعية المنطقة. ويستهدف مسلحون سنة كلا من قوات الحكومة المركزية العراقية ومقاتلي البشمركة. وأعلنت جماعة الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) مسؤوليتها عن الهجوم في بيان على حساب "إمارة ديالى" على تويتر وقالت إن الهجوم يأتي ردا على اعتقال مسلمات في كردستان العراق. وقدمت الجماعة رواية مختلفة بعض الشيء عن الهجوم وقالت إن انتحاريين نفذا الهجوم وإن الانتحاري الأول فجر نفسه في سيارة ملغومة بمحيط مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بينما فجر الثاني-الذي يوحي اسمه بأنه كردي- حزامه الناسف بين أشخاص تجمعوا لنقل المصابين. وفي ابريل هاجم مفجر انتحاري تجمعا سياسيا كرديا في بلدية خانقين الواقعة في ديالى أيضا مما أدى إلى مقتل 30 شخصا. وقتل نحو 800 شخص في أنحاء العراق خلال شهر مايو فقط ليصبح أكثر الشهور دموية منذ مطلع العام الجاري. وكان العام الماضي هو الأكثر دموية في العراق منذ أن بدأ العنف في التراجع عن ذروته التي بلغها في عامي 2006 و2007. وقال المحلل السياسي أحمد يونس ومقره بغداد إن جماعة الدولة الاسلامية في العراق والشام تستفيد من اشتداد قوة الجماعة عبر الحدود في سوريا مما سمح لها بالتركيز على العراق واستنزاف موارد الجيش والنيل من عزيمته. وأضاف أن هجمات الكر والفر التي تنفذها الجماعة في العراق وخاصة في المحافظات التي يغلب عليها السنة تبقي الجيش مشغولا على عدة جبهات وتستنزف بالتأكيد القوات الحكومية في معركة طويلة. وقالت مصادر في الشرطة والأمن إن القوات الخاصة العراقية لا تزال تخوض معارك يوم الأحد لاستعادة السيطرة على عدد من المناطق على الضفة اليسرى من نهر يقطع مدينة الموصل التي انتقل إليها المسلحون يوم الجمعة. وأضافت المصادر أن اثنين من قوات النخبة العراقية قتلا في اشتباكات هناك يوم الأحد. وقالت الشرطة ومسؤولون أمنيون وشهود إن المسلحين انسحبوا السبت من جامعة احتلوها في محافظة الأنبار بغرب البلاد وتمركزوا في مواقع محيطة بها وأطلقوا النار على الجيش عندما حاول الدخول إلى الحرم الجامعي.