امتنع الوفد الصحفي للجامعة العربية عن حضور أعمال القمة العربية اليوم الخميس بسبب التعقيدات الأمنية المبالغ فيها. ورفض الوفد المكون من 40 إعلاميًا الانتقال إلى القصر الجمهوري، بعد أن أبلغ مسئولو الأمن الوفد الصحفي للجامعة بضرورة الانتقال من فندق "بغداد" الكائن بشارع السعدون إلى مقر قاعة المؤتمرات الكبرى بالمنطقة الخضراء في الساعة الخامسة من فجر اليوم الخميس. علما بأن الاجتماعات ستبدأ أعمالها في تمام الساعة 12 بتوقيت بغداد، ما يعني أن الوفد سيمكث في الحافلة على جانب الطريق 7 ساعات كاملة للخضوع لعمليات التفتيش المتنوعة والمتكررة. وفي تصريحات خاصة ل "المشهد" أكد العقيد طاهر المصري، مدير مكتب العمليات الخاصة بتأمين القمة، أن السلطات العراقية تبذل أقصى ما في وسعها لتأمين الوفود الصحفية والدبلوماسية من كل الأقطار العربية. وردًا على سؤال "المشهد" حول منع الصحفيين من إجراء لقاءات مع الوزراء والمسئولين أكد طاهر أن الترتيبات الأمنية في صالح الجميع، موضحًا أن الإجراءات الأمنية هدفها توفير الأمن بنسبة 100% للوفود. ونفى المصري أن تكون العراق قد أنفقت 450 مليون دولار على خدمات الفندقة وتزيين الشوارع، مؤكدًا أن كل ما يقال من قبيل الشائعات. وعلم موفد "المشهد" إلى بغداد أن تأمين القمة العربية موكل إلى 4 جهات أمنية وهم وزارة الداخلية والجيش وقوات الانتشار السريع والمخابرات العامة. وأكدت المصادر التي تحدثت ل "المشهد" بشرط عدم ذكر اسمها أن هناك صراعًا حادًا جدًا بين الجهات الأمنية الأربع، مؤكدة أن جهاز المخابرات العامة العراقي لديه معلومات باختراق أحد الأجهزة الثلاثة الباقية. وأضاف المصدر أن هذا العامل هو سبب التنافر والتناقض الأمني بين الجهات الأربع ما أثر على الأداء العام لمنظومة الأمن. يشار إلى أن وفد الجامعة يتعرض إلى 4 نقاط تفتيش ذاتي مشدد في أماكن مختلفة من العاصمة العراقية بغداد قبل وبعد الدخول والخروج من المنطقة الخضراء. وعند مدخل الجسر المعلق الذي يؤدي إلى المنطقة الخضراء تنتشر فرق حراسات أمريكية خاصة، وعلمت "المشهد" أن جهاز ال "إف بي آي" أمد دولة العراق بفرق أمريكية خاصة من ولاية فلوريدا مزودة بكلاب بوليسية فائقة التدريب للكشف عن أي متفجرات أو أحزمة تفجيرية مع أي من أعضاء الوفود. وشدد المصدر أن هناك معلومات استخباراتية تفيد بأن جماعات مسلحة في العراق لديها صواريخ "جراد" طويلة المدى التي يصل مداها إلى 30 كم، وهو ما أثار الزعر والرعب في الأوساط الأمنية في غرفة عمليات القمة. يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه ضابط كبير في جهاز المخابرات العامة العراقية أن أكبر التخوفات تكمن في استهداف الحافلات بصواريخ ال "هاون" التي يصل مداها إلى 5 كيلو مترات ويسهل تثبيتها في سطح أي من البيوت المطلة على الطريق المؤدية إلى المنطقة الخضراء. لكن مصدرًا مسئولاً أكد أن المخابرات العامة أمنت القمة بنسبة 500%، على حد قوله، مشددا على أن عناصر مختلفة ومتنوعة على أعلى مستوى من التدريب يقومون بحماية الوفود بطرق سرية. ورصد موفد "المشهد" أفرادًا يرتدون ملابس عمال صيانة في فنادق الوفود بأجسام وهيئات غريبة ما يؤكد ما تقدم به المصدر. وعلمت "المشهد" أن فرقًا من المخابرات العامة العراقية ووحدات من قوات الانتشار السريع تلقت دورات تدريبية مكثفة في جهاز المخابرات العامة المصري للتأهيل لتأمين القمة.